الاغتراب النفسي ..

الاغتراب النفسي ..

الاغتراب النفسي حالة من الانفصال الداخلي يشعر فيها الفرد بعجز عن التواصل مع ذاته أو مع محيطه الاجتماعي. يغدو الإنسان غريباً عن أفكاره ومشاعره، كالطائر الذي فقد ملامح وريقاته يفتقد الشعور بالانتماء الذاتي ويعيش في عزلة داخلية رغم تواصله الظاهري مع الآخرين . حين ينفصل الإنسان عن جوهره الإنساني تتحول حريته من مصدر قوة إلى عبءٍ يثقل كاهله. "روبينز" يرى الاغتراب بأنَّه "شعور بالانفصال عن خبراتنا الداخلية أو الافتقار إلى الوعي بها؛ فلا يستطيع المغترب نفسيًا أن يدرك من يكون أو بماذا يشعر فذاته غريبة عنه ولا يشعر بما يحدث داخله". مظاهر وأسباب الاغتراب.. فقدان المعنى والهدف. حين يعجز الفرد عن إيجاد غاية لوجوده يشعر بفراغٍ داخلي يوسعه يوماً بعد يوم حيث يرى فيكتور فرانكل مؤسس العلاج بالمعنى "اللّهفة إلى العثور على معنى للوجود هي الدافع الأقوى في النفس البشرية وعندما يفقد المرء هذا الدافع يغدو أسيراً للاغتراب". التنافر القيمي. تصادم قِيَم الفرد مع قيم المجتمع أو معايير بيئته يقوده إلى شعور بالاغتراب . العزلة العاطفية. ضعف التفاعل العميق مع الآخرين يحوّل التواصل إلى شكليات باردة. الضغط النفسي والاجتماعي. الأدوار المتعددة المتطلبة تحت ضغط الأداء والنجاح تُبعد الفرد عن ذاته الحقيقية. للاغتراب أربعة أبعاد أساسية تحدد الحالة.. من العمل. تحوّل النشاط المهني من مصدر إشباع إلى واجب رتيب. من المجتمع. شعور بانعدام الانتماء أو التضامن. من الذات. انفصال الفرد عن قدراته وإبداعاته. من الهدف. انعدام الرؤية المستقبلية والدافع للحياة. آثار الاغتراب وسبل مواجهته.. تتراوح الآثار بين الاكتئاب وفقدان الحافز وصولاً إلى اضطرابات الهوية مقاربات علاجية.. الوعي الذاتي.من خلال الكتابة التأملية أو العلاج السردي لاستعادة التواصل مع الذات. إعادة بناء المعنى.عبر العمل على أهداف صغيرة واقعية تعيد للدنيا نكهتها. تعزيز الروابط الاجتماعية.مشاركة التجارب مع آخرين في مجموعات دعم أو دوائر حوار صادقة. المساعدة المهنية.اللجوء إلى علاج نفسي يركز على القيم (مثل العلاج المعرفي الإنساني أو العلاج المعنوي). أخيرًا.. يظل الاغتراب النفسي ليس قدرًا محتومًا بل تجربة يمرّ بها الكثيرون لكن الوعي به وتقبّله أولى خطوات التعافي إذ بقدر ما يخطو الفرد نحو فهم حالته الداخلية يفتح لنفسه أفقاً جديداً للانسجام والارتباط الحقيقي.. كما يقول إريك فروم. "الإنسان الذي يصبح ذاته، يتحرر من سجن الغربة". " نِثَارُ الْغَيْم "

المصدر: منتديات زاخر الغيم