لكنها نسيت عطرها على كتفي ..!

رحيلٌ بارد دون وداعٍ يصفعنا بالدهشةِ
في ظهيرةٍ هادئة
كيف للوقْت أنْ يمضِي
‏فوق مقعدٍ مُتهالك
صمتُ انتظاركَ يُشتت الروح
ويمُد الحنِين قسوته
ينبِش بقايا ذكْرياتها
لينهش منْ ربيعِ عمرك
لحظةِ وجع غيابٍ نعِيش فيها كُل التفاصيل
وتتشربُها المشاعر
لحظة تُشبه مُداعبات حُلمٍ وردي
‏ تُذيب عُنصر الشعور بالوجود
حتى حُدود التلاشي
وما بيْن الوجعِ والحُلم تمتمةٍ ونِصف أسى
عُهود تشي بعُمق الحب وتجذر الوفاء
يُقابلها طعنةِ غدرٍ وجُحود
إسقاطاتُ ذاتٍ
على الدفترِ المُمزق الغِلاف
لتُصبح وجدانًا لأعماقِ الوجع النازف
وسط تغربيةِ الروح نُقطة ضوءٍ
تُنير دِهْلِيز العتمة
وتُبدد وحشةِ الإحساس
والموتِ البارد الصامت
موتُ الأرواح قبل مُغادرتها
الحياةِ والوجُود .
لم أجد أمامي سِوى قلبٍ كسير
مُتهالكٍ وصمتُ الليل
سُكون المكانِ وخيبة السؤال
زوايا جامِدة وبراويز لصورٍ
منحوتةٍ في جوفِ الفُؤاد
وذكرياتِ العهد المُقدسِ
على صفحاتِ الإغتراب المُر
ضمأ رُوحٍ وحنينِ وجدانٍ حدْ الإحتراق
وبعيدًا عن النسخِ الأربعين
ما زال عِطرها لا يخْضع لِنواميس
‏العِشق وقوانِينه
بقِي عالقًا مُنذ آخر مرةٍ
توسَّدتْ مِعطف هواكَ
كُلما هبتْ نسائمُ ذِكراها
اِنقسم ظهرُ الشوق .

أستاذي :
نصٌ مُختزل شجي خطهُ يراعكَ المكين
لقلبك المطر وبُستان زهر
وسلامٌ من الله يغشى روحك ..

" نِثَارُ الْغَيْم "

نبض اخر ,مجرد عابر معجبون بهذا