ابتداءُ الهَطْل.~
ثمّة مواسم لا تُعلَن.. تأتي بلا موعد ولا إنذار
تهطُل من داخلي.. من فجوةٍ صغيرةٍ تركها اسم؛, أو نظرة؛، أو وداع ..
مطرُ الذكرياتِ لا يُشبِهُ المطرَ
لا يُغسِلُ القلبَ.. بل يُغرِقُه .
كلُّ قطرةٍ منهُ تحملُ اسمًا.. صوتًا ووجعًا مؤجّلًا .
حينَ يهطِل..
أُفتّشُ عن نافذةٍ لا تطلُّ على الأمس
عن مظلّةٍ لا تنكسرُ تحتَ ثقلِ الحنين
عن ذاكرةٍ لا تتقنُ الرشفةَ من كأسِ الغياب .
لكنهُ يهطِل..
حتى تغوصَ خطواتي في طينِ الأسى
وتتشققَ أطرافُ روحي من البللِ القديم
كأنني أُعاقَبُ لأنني تذكّرت
لأنّ قلبي لم يُجيد طيّ الرسائل
ولم يُغلق الأبوابَ بإحكام
ولم يُطفئ الأنوارَ في ممرّاتِ الذاكرة .
كلُّ لحظةٍ ماضيةٍ تنهضُ من نومِها
تتثاءبُ بوجهي
وتطلبُ قهوةَ الحنينِ السوداء
فأجلسُ لها
كمن يتلقّى عزاءً متأخّرًا
فيمن لم يمُت.. ولكنّه لم يعُد .
مطرٌ لا يهدأُ.. ولا يتوقف حينَ أرتجف
لا تُجدي فيهِ مواسمُ النسيان
ولا تُسعفني فيهِ خرائطُ الهروب
من حضنِ وجعٍ لا يُفصِح
ولا يُغادر ..
بللٌ لا يجفّ.~
هكذا يُغرِقني مطرٌ لا يُرى..
لا يبلل ثيابي بل يُثقِل رُوحي؛, يمضي ولا يمضي
كأنّه عُمرٌ يُعاد تكراره.. فلا أنجو.. ولا أنسى ولا حتى أجف ..
رعشةُ أوّل قطرة ..
ليست كلّ الغيوم في السماء
بعضُها يسكنُ صدري
يثقلُ قلبَي.. ويُظلّل ذاكرتي
حين يهمسُ بأوّل قطرة
تُفتَح أبوابُ الحنينِ على مصراعيها
فلا أملكُ سوى أن أكتب
علّني أنجو من البلل القادم من أعماقي ..
نقشُ البياض يحتاج منا مساحات تأمل
هذه الإشراقة من الحرف ثمينة
تسطع في فضاء زاخر الغيم ..سكينة
يا حرفكِ !! زمرد
مذهل حدّ الدهشة نص تراقصت كلماته بانسيابية
كباقات ورد عطرية
تختال داخل أجمل مزهرية
بألوان ساحرة
سليلة النور زمرد
أتخمتنا بالجمال حرفا وروحا
"""
للوشم ومنح المكافأة ويرفع للنور مع كل التقدير والاحترام
حرف واحساس يتلمس اعماق الماضي
يصفف وينقح ويبلسم ما مضى ويفتش في الغد عن امل وعطر
ما أروعنا حين نداوي أعماقنا دون أن نلتفت
زمرد
مُترَفةً دَوحَتكْ بِما هُو جَميلْ
اَشْكُرك لْرَوعَة طَرحُكْ العُطْر
لِرُوحكْ وَردْ وَوِد