بدأ التوتر والعنف بتسجيل صوتي منسوب لرجل درزي يتضمن إساءات بحق النبي محمد، وانتهى بمقتل أكثر من 80 شخصاً وغارات إسرائيلية جديدة على سوريا. ماذا وراء أسباب العنف في المناطق ذات الأغلبية الدرزية في سوريا؟
بدأ الأمر بمقطع صوتي غامض إلى حد ما. في هذا المقطع، يُزعم أن أحد أفراد الأقلية الدرزية في سوريا يُسمع وهو يسيء إلى الإسلام والنبي محمد. لكن الشخص الذي يُفترض أنه قام بذلك، وهو رجل الدين مروان كيوان، أصر على أنه ليس له علاقة بالأمر. وقال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "من قام بذلك هو شخص شرير ويريد إثارة الفتنة بين مكونات الشعب السوري".
العديد من قادة المجتمع الدرزي وأفراد من تلك الأقلية قالوا إنهم يرفضون الإهانات التي سُمعت في المقطع الصوتي، والتي اعتبرها العديد من المسلمين السوريين تجديفاً. ولكن بحلول ذلك الوقت كان الأوان قد فات، كما كتب الباحث البريطاني-العراقي أيمن جواد التميمي، الذي يعرف كيوان، على صفحته في Substack: "أدى تداول المقطع إلى دعوات للتعبئة للدفاع عن شرف النبي محمد، وترافق مع تلك الدعوات مشاعر موجهة ضد المجتمع الدرزي بشكل عام".
بدأت مجموعات مسلحة مجهولة بمهاجمة بلدة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية بالقرب من العاصمة السورية دمشق. يقول المراقبون إن بعض المهاجمين قد يكونون مرتبطين بقوات الأمن التابعة للحكومة السورية الجديدة المؤقتة، ولكن من المرجح أيضاً أن يكون هناك مدنيون مسلحون غاضبون. ويشير المراقبون إلى أن هذا يبرز مرة أخرى كيف أن الحكومة الجديدة في سوريا لا تملك بعد السيلطرة الكاملة على الأمن.
نتيجة لذلك، انخرط بالقتال مسلحون دروز. بين الثلاثاء والخميس، انتشر العنف إلى عدة مناطق ذات أغلبية درزية، بما في ذلك بلدتي جرمانا وصحنايا، وكلاهما بالقرب من دمشق، وصولاً إلى محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية.