سلالة جديدة من متحورات فيروس "كوفيد" صنفتها منظمة الصحة العالمية، مؤخرا، على أنها "مثيرة للاهتمام"، لذلك بات يكثر الحديث عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، لا سيما أنها ظهرت في 51 دولة، حتى الآن.
السلالة، التي تحمل اسم EG.5 باتت منتشرة في عدد كبير من الدول، أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وكوريا الجنوبية واليابان وكندا وأستراليا وسنغافورة وفرنسا والبرتغال وإسبانيا.
وقالت منظمة الصحة العالمية في تقييمها للمخاطر: "بناءً على الأدلة المتاحة، تم تقييم مخاطر الصحة العامة التي يشكلها EG.5 على أنها منخفضة على المستوى العالمي".
وحذرت المنظمة من أن متحور EG.5 قد ينتشر على مستوى العالم ويسهم في زيادة حالات الإصابة بسبب خصائصه الوراثية وتقديرات معدل الانتشار.
ومع ذلك، فقد أكدت أنه لا يوجد حاليًا أي دليل يشير إلى وجود ارتباط مباشر بين المتحور الجديد وزيادة في شدة المرض، رغم أن العديد من البلدان قد شهدت زيادة في الحالات والاستشفاء بسبب ارتفاع انتشار EG.5.
وقد يبدو EG.5 كأنه نكهة جديدة تمامًا للفيروس، لكنه ليس كذلك؛ إنه جزء من سلالة XBB المتحدرة من عائلة "أوميكرون".
وبالمقارنة مع XBB.1.9.2، فإن لديه طفرة إضافية في الموضِع 465.
وقد ظهرت هذه الطفرة في متحورات فيروس كورونا الأخرى من قبل. ولا يزال العلماء غير متأكدين من الحيل الجديدة التي يمكن للفيروس القيام بها.
وتوجد طفرة 465 في حوالي 35% من تسلسلات فيروس كورونا المُبلغ عنها في جميع أنحاء العالم، ضمنًا طفرة أخرى تزداد انتشارًا في الشمال الشرقي، وهي FL.1.5.1.
وبشكل جماعي، لا تشير الأدلة المتاحة إلى أن EG.5 لديه مخاطر صحية عامة إضافية مقارنة بالسلالات المنحدرة الأخرى المنتشرة حاليا من أوميكرون.
وتشير أحدث البيانات إلى أن هذا المتحور يمثل الآن 17.4% من حالات كورونا، أو واحدة من كل ست إصابات، وهو ما وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه "ارتفاع ملحوظ".
وأصبح المتحوّر الأكثر انتشارًا في الولايات المتحدة، مع ارتفاع عدد الحالات والزيارات إلى غرف الطوارئ والاستشفاء، رغم أنه لا يوجد ما يشير إلى أن هذه السلالة تحديدًا هي التي تتسبّب بهذه الزيادات.
ماذا عن اللقاح؟
يقول الدكتور إريك توبول، طبيب الأمراض القلبية في معهد سكريبس للأبحاث الانتقالية، إن اللقاح المعزّز ضد "كوفيد-19" المحدّث هذا الخريف، الذي سيستهدف متغيّر XBB، يجب أن يكون قريبًا جدًا من المتغيرات المتداولة حاليًا، ضمنًا EG.5.
ويُتوقع أن يوفّر حماية قوية إذا استطاعت الهيئات التنظيمية الحصول عليه وتقديمه للناس في الوقت المناسب.
وقال مصنّعو اللقاحات إنهم يتوقعون أن تكون الجرعات المحدّثة جاهزة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لكن مديرة مراكز مكافحة الأمراض، الدكتورة ماندي كوهين، توقعت أن اللقاح المحدّث سيكون متاحًا في شهر أكتوبر، لأنه سيحتاج إلى موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية وتوصية من مراكز مكافحة الأمراض والسيطرة عليها.