كان عليْها أنْ تعْلم لكِنها لا تشْعُر ، خاويةٍ بِلا بشيء
لا شيء فحسْب .
ظلامٌ كالثُّقْبِ الأسْودِ الفارِغ ، حاولتْ ملْأهُ ، حاولتْ ملْئها
حاولتْ أنْ تحْزن ، شعُرتْ بِلا شيء .!
اِنْتشر فِي كُلِّ مكانٍ بِداخِلُها
حتى أصْبحتْ لا تسْتطيعَ الشُّعور بِشيء .
صرختْ بكتْ ولم تُفْلِح
كانتْ تسْبح فِي مُحِيطٍ مِن اللا شيء
وتساءلتْ ما إذا كان هذا هو الموْت .؟
تظلُّ فِي الظَّلامِ وحسْب
ظلامٌ دامِسٌ وفُقْدان الشُّعور ووحدة
هلْ هذا هو الأمان .؟
ماذا لو كان هذا هو الشُّعورِ عِنْدما يحينُ وقْتُ الموت !؟
شعُرتْ بِالهلعِ وكأنَّ حدْسُها غير مُطمْئن
رُبما كان مُجرْد قلقٍ ساروها
الأمرُ فِي عقْلِها فهل تُصْغي
لِحدْسِها وتعْزِل رُوحِها .؟
لا تسْتطيع أنْ تكون على سجِيتها
مرهقةٌ ومُتحمِسة
مُرْتاحةِ البالِ وقلِقة ، مُتوازِنةٍ ومُتوتِرة .!
كُل المشاعرِ المُتناقِضةِ تعْصِفُ بِداخلِها
لِيتلاشى كُل شيء
حِين تتحِدُ فِي شُعورٍ واحدٍ
أنَّها خائفة ، هذا كُل ما تشْعُر بِه .
شيءٌ يُعِيدُها للظلامِ والحُزنْ ثُم الموت
وتِلْك المشاعِر بِلا رحمةٍ تُمزِقُها
تمْضغُها تأكُلها حيَّةٍ , كُل قِطعةٍ فِي مرة .
يتراء لها أنْ الخوف هو التَّخلي عنِ المنطِقِ والرَّغبة
فِي التَّخلي عنْ الأنْماطِ المعقُولةِ .!
إمَّا أنْ تخْضع لهُ أو أنْ تتصداه
لكِنْ لا يُمْكِن لها التَّآلُف معه .
توقْفت عنِ الظَّنِ وفتحتْ عيْنيْها
كان موجُودًا ، فكانتْ اِبتسامتهُ
كالنُّورِ انعكستْ على وجْهِها ، كان كسُتْرةِ النَّجاة .
اقْتربتْ مِنهُ لأنْهُ كان عليها أنْ تشْعُر بِشيء ، بِأي شيء
عانقتْهُ بِحرارةٍ وأحْكمتْ قبْضةُ أصابِعِ يديْها عليه
حضن أنْفاسِها المُنهكةِ
دبَّ شُعورٍ دافِئ مصْحُوبٍ بِخفْقةِ نبْضٍ
خالطها شُعور الخوفِ بِأن تفْقِدهُ .
أنْصتتْ لِنبْضِه يُطمْئنُها
لا مفرَّ لكِ منَّي ..