أبرار الحناني.. موهبة شابة تعزف التراث اليمني على المسارح الدولية
الفنانة اليمنية أبرار الحنانيبإصرار وطموح، تواصل الشابة اليمنية أبرار الحناني رحلتها الموسيقية في عزف البيانو، مستهدفة إيصال إبداعها الفني إلى مستوى عالمي. تبلغ أبرار 25 عامًا، وهي خريجة بكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة صنعاء، إلى جانب حصولها على دبلوم موسيقي متخصص في عزف البيانو وقراءة النوتة الموسيقية من البيت اليمني للموسيقى. بدأ شغف أبرار بالموسيقى منذ صغرها، حيث لاحظت والدتها موهبتها عندما كانت في الرابعة من عمرها. تروي أبرار: "كانت أختي الكبرى تعزف على البيانو، وكنت أحب تقليدها وأجرب عزف أغانٍ بسيطة مثل أعمال الفنانة اللبنانية فيروز وأغنيات الفنان اليمني الكبير أبو بكر سالم".عندما برزت موهبتها، قرر والداها دعمها بإلحاقها بالبيت اليمني للموسيقى في صنعاء وهي في الثامنة من عمرها. وهناك بدأت أبرار تعلم أساسيات العزف باستخدام اليدين وقراءة النوتة الموسيقية بشكل احترافي. تقول أبرار عن تلك الفترة: "في البداية كنت أعتبر الموسيقى مجرد مجال للدراسة، ولم أكن أدرك عمق الفن وأهميته، لكن والدتي كانت دائمًا تشجعني وتحثني على التعلم". وتضيف: "مع مرور الوقت، أصبحت أدرك أن الفن رسالة سامية يمكن من خلالها التعبير عن أحاسيسي ومشاعري بصدق وشفافية".
أصغر عازفة
في البيت اليمني للموسيقى واصلت أبرار تعلم العزف حتى نالت لقب أصغر عازفة بيانو في اليمن عام 2009، وعمرها حينها حوالي 10 سنوات. حول هذا تقول أبرار "كان شعوري يحمل مسؤولية وفخرا في نفس الوقت أن أكمل الدراسة في هذا المجال وأثبت للعالم أن الفن اليمني متنوع وموجود وليس مقتصرا على الرجال فقط بل أيضا يوجد عازفات يمنيات". وخلال طفولتها شاركت أبرار في فعاليات فنية محلية ودولية أبرزها كان في الملتقى العاشر للأطفال العرب في مدينة الشارقة بالإمارات عام 2010، وفازت حينها بالمركز الثالث في مجال الموسيقى. كما شاركت أبرار في العديد من الفعاليات في اليمن وفي حفلات الأوركسترا الحضرمية في دور أوبرا بدول مثل مصر والكويت وقطر. وحول أهمية هذه المشاركات تقول أبرار "ساعدتني في تنمية موهبتي وتعزيز ثقتي بنفسي، وأوصلت موهبتي إلى العالم، كما حمستني لتقديم الأفضل".
أبرار: لا يوجد عمل ناجح بلا صعوبات وعواقب، ولكن التغلب والتخلص منها هو النجاح بحد
ذاته (وكالة الأنباء الألمانية) مقطوعات موسيقية
قدمت الفنانة أبرار الحناني خلال الفترة الماضية مجموعة من العروض الموسيقية اللافتة، كان من أبرزها مقطوعة "متيم"، التي أدتها في دار الأوبرا بكل من الكويت وقطر. تعتبر هذه المقطوعة من أبرز أعمالها، حيث أثارت حماس الجمهور الذي تفاعل معها بالغناء، ما أسهم في انتشارها بشكل واسع. كما عزفت أبرار مقطوعة مميزة للعازف الروسي سيرغي رحمانينوف، التي تصفها بأنها من أكثر المقطوعات تحديا وتعقيدا في مسيرتها الفنية، مما يعكس مستوى مهارتها. وتعبر أبرار عن سعادتها الخاصة بتقديم ميدلي غنائي للفنان اليمني الكبير أبو بكر سالم، مشيرة إلى أن هذا العمل له مكانة خاصة في قلبها كونه يمثل أول توزيع موسيقي قامت بإعداده بنفسها. صعوبات وعواقب
خلال مشوارها الفني واجهت أبرار بعض الصعوبات، فتقول أبرار "لا يوجد عمل ناجح بلا صعوبات وعواقب، ولكن التغلب والتخلص منها هو النجاح بحد ذاته".
ترى أبرار أن النجاح يكمن في التغلب على هذه الصعوبات، مؤكدة أن النقد الذي تعرضت له في البداية تحول إلى دافع لتحقيق طموحاتها. وتؤمن أن المجتمع اليمني بطبيعته محب للفن، رغم وجود فئة تنتقد عمل النساء في المجال الفني. ومع ذلك، حظيت بتشجيع كبير ساعدها على المضي قدمًا وتحقيق أهدافها. تطمح أبرار لأن تصبح أول موزعة موسيقية يمنية تقدم التراث اليمني بأسلوب يليق به، وتعتبر وسائل التواصل الاجتماعي أداة فعالة لنشر فنها. وتعبّر عن سعادتها بالتفاعل الكبير من جمهورها، الذي لم يعد يقتصر على اليمنيين فقط، بل امتد إلى دول الخليج ومصر وجميع أنحاء العالم. وحول أهمية الفن، تشدد أبرار على أن الفن هو لغة السلام، واللغة التي يتحدث بها هي الموسيقى ويفهمها الجميع حتى وإن كانوا من بلدان مختلفة بالعالم. واستطردت "رسالتي عبر الموسيقى أن نحاول نشر السلام، وأن البلد الذي يمر بأمر الظروف وأصعبها لديه جانب مشرق وجانب مليء بالفن والثقافة، ويجب أن نسلط عليه هذا الضوء وننشر السلام بفننا اليمني".
ووجهت أبرار رسالة للفتاة اليمنية "مهما كان لديك من موهبة حاولي تنميتها ونشرها، وضعي أمام عينيك هدفا ونجاحات تودين الوصول لها حتى وإن واجهت العديد من الصعوبات، فلا يوجد نجاح دون صعاب، ولذة النجاح هي السعي والطريق للوصول إليه