وجاء ذلك خلال الاجتماع الـ17 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونيسكو المنعقد بالرباط إلى غاية 3 ديسمبر 2022.
وتحصي الجزائر مع تصنيف غناء الراي، 9 عناصر مدرجة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي وهي أهليل قورارة، ولباس العرس التلمساني (الشدة)، والاحتفال بالمولد النبوي (أسبوع) في تيميمون، وركب اولاد سيدي الشيخ، واحتفال السبيبة، بالإضافة إلى ثلاثة عناصر بالاشتراك مع دول مجاورة وهي "الإمزاد" و"الكسكس" و"الخط العربي".
وظهر الراي في الأوساط البدوية الريفية في الغرب الجزائري كما في ولايات سيدي بلعباس وغليزان وتيارت ومعسكر ومستغانم، لينتقل بعدها إلى المدن بعد الاستقلال وخصوصا وهران أين برز كفن عالمي على يد العديد من المغنيين.
وتميز الراي التقليدي بطريقته في الغناء والألحان والكلمات المستقاة غالبا من الشعر الملحون، حيث برزت آنذاك الكثير من الأصوات التي تعتبر اليوم من أعمدة هذا الفن على غرار الشيخة الريمتي، وإسمها الحقيقي سعدية بدياف، المنحدرة من ولاية بلعباس والتي صدحت بصوتها في سماء أغنية الراي منذ 1952 لتكون بذلك سفيرة بارزة لهذا الطابع.
وعرف الراي عصرنة بعد الاستقلال بفضل الأخوين رشيد، وفتحي بابا أحمد، وكذا مسعود بلمو، حيث أدخلت العديد من التأثيرات الموسيقية الغربية كما صارت موضوعاته تتمحور أساسا حول المسائل العاطفية، لينتشر بعدها على أوسع نطاق مع ظهور المهرجان الذي خصص له انطلاقا من العام 1985.
وواصل الراي انتشاره الكبير حيث انتشر في مختلف مناطق الجزائر بفضل تطور دعائم التسجيل والنشر واكتسح أيضا الساحة الموسيقية العالمية من خلال أعمال العديد من الفنانين الجزائريين ومشاركة أسماء موسيقية عالمية في مشاريع فنية مشتركة.
وتضم الجزائر العديد من الباحثين في هذا النوع الموسيقي على غرار عبد القادر بن دعماش، وعبد الحميد بورايو، والراحل الحاج ملياني، إضافة للعديد من الباحثين في علم الانسان والذين خصصوا أبحاثا وإصدارات كثيرة للتأريخ لهذا الفن والتعريف به بهدف حفظ ذاكرته كتراث جزائري.