كيف أبقى؟ والنفس من شرايينها تشعل النار..
تموه أَزاهيرها ممسكة..
كلما يتقدّم بنا الغياب أكثر..
نصبح أكثر حساسية نحو الأشياء..
نهتم بالتفاصيل التي كنا لا نراها..
نسمع أكثر مما نتكلم..
نسعى إلى إشعال الأجواء أكثر من الرغبة في مضغ الأحزان..
ننام واقفين كالفكرة المبهمة..
ولا نهتم كثيراً باستقامة الحال ولا بصلابة البال..
تدمع أعيننا..
حين نرفع كسرة الشوق اليابس فوق الجدار..
ولأننا قريبون من الحقيقة..
لا نهتم كثيرا بتجاعيد ياقة الحلم..
نطفئ أضواء المشاعر من باب التوفير..
وفي عروقنا..
أكثر ما يثيرنا لهفة غير معلنة..
لم تطالها العروق لتتركها على الأبدان..
الليل يحجز قطوف الضوء..
وأفرد كلام الشوق المثقل بحمله..
الآن صرت من سَقَمي شَبيهَ هواك..
أحثّ الآخرين على المسير..
وفي هذا الصمود..
صرت معنياً جداً بلملمه عواصفي..
في حومة الدفاتر..
كثيرا ما أغفى..
أحاول أن أعود بهيا من روضٍ إلى روض..
لا أريد أن يفزعها جوع عيني..
أو أثقل عليها بوجودي..
لكنني أعود إلى ذاتي عاشقا منفيا..
أحرص على إخفاء الشهقات الغير ضرورية..
ورفع المقتنيات التي سقطت من جدل المساء..
انظر من نافذتي الوحيدة..
لم تعد زرقة السماء فوح الهوى وَلَعَا..
أمسك القلم
وعروقي على كتفي لا تعرف إلا الطوفان..
سأكتب كلما أورقت حباً ..
وكلما أرهقني الغياب.
نبيل محمد