انطلاقاً من دور المملكة الإنساني وعلى مدى 34 عاماً سجلت المملكة نجاحات مذهلة في عمليات فصل التوائم السيامية التي تعد واحدة من أدق وأعقد الجراحات عالمياً بأكثر من 60 عملية، منذ إطلاق البرنامج السعودي لفصل التوائم الملتصقة التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة.
يأتي ذلك في مبادرة وإنجاز طبي فريد بتوجيه ودعم مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وقيادة الدكتور عبدالله الربيعة الذي ارتبط اسمه عالمياً بعمليات فصل التوائم السيامية الناجحة.
ويعد مجال "فصل التوائم الملتصقة" من المجالات الرائدة التي أحرزت فيها المملكة قصب السبق، إذ استطاعت السعودية تحقيق الريادة العالمية والإشادة الدولية من قبل الدول والمنظمات ذات العلاقة، فضلاً عن أهالي التوائم السيامية، لتصبح المملكة نافذة التفاؤل لحالات التوائم السيامية بين قارات العالم.
وتلبية لنداءات أهالي التوائم الملتصقة من أنحاء العالم، انطلق البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية عام 1990 وبدأت باكورة تلكم العمليات بفصل التوأم السوداني (سماح وهبة)، التي رافقها تشكيل فريق متخصص لمثل هذه العمليات، وتكللت العملية بفضل من الله ومنّة بالنجاح في عام 1992، وعاشت (سماح وهبة) في المملكة واستكملتا دراستهما في الجامعة، وأنهيتا مرحلة الماجستير، واستمرت تلكم النجاحات واحدة تلو الأخرى، حيث أجرى البرنامج 61 عملية لفصل التوائم الملتصقة في المملكة والتقييم الطبي لـ 139 حالة من 26 دولة في العالم.
وتستضيف المملكة حالياً التوأم السيامي البوركيني ابنتا راسماتا سوادوغو، برفقة والدتهما، قادمات من جمهورية بوركينا فاسو عبر طائرة الإخلاء الطبي التابعة للخدمات الصحية تمهيداً لإجراء عملية فصل التوأم.، كما دأبت المملكة على استقبال التوائم السيامية بغض النظر عن العرق أو الانتماء، لرفع المعاناة التي يعيشها التوائم السيامية وذويهم، وهذا ديدن المملكة حيث ضربت ولا تزال أروع الأمثلة في تلبية نداءات أهالي التوائم، والتخفيف من معاناتهم التي يمرون بها، حتى أضحت المملكة موئلاً لهم.
وتزخر المملكة بكفاءات طبية وطنية عالية المستوى، من أطباء ومستشارين وكادر تمريض وتجهيزات وأجهزة حديثة، وفق آخر ما توصل إليه العلم في هذا المجال الجراحي الدقيق لإجراء هذه الجراحات التي تتعدد مراحلها على مدى ساعات لإنقاذ أرواح حالات نادرة ومعقدة وتقديم العلاج وأعلى مستويات الرعاية الطبية اللازمة.
وكانت الجمعية العام للأمم المتحدة، قد اعتمدت قراراً ينص على تسمية يوم 24 نوفمبر من كل عام يوماً عالمياً للتوائم الملتصقة، بمبادرة من المملكة العربية السعودية مع مجموعة النواة للمشروع (مملكة البحرين، والمملكة المغربية، ودولة قطر، والجمهورية اليمنية)؛ بهدف رفع مستوى الوعي حول هذه الحالات الإنسانية والاحتفاء بالإنجازات في مجال عمليات فصل التوائم الملتصقة.
ومن المنتظر أن ينظم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يومي 24 و25 نوفمبر، في مدينة الرياض، مؤتمراً دولياً بمناسبة مرور 30 عاماً على بدء البرنامج السعودي للتوائم ويأتي ذلك تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تطوير القطاع الصحي والإنساني بالمملكة ورفع جودته وكفاءته.