حذرت موسكو مجدداً، أمس، من تهديد «التسليح الغربي» لأوكرانيا، بنشوب صراع للقوى النووية، واعتبرت أن قدرة كييف على القتال «استنفدت»، كما أظهرت الحرب نقاط الضعف بأنظمة الأسلحة الغربية، في وقت شنت ضربات صاروخية بعيدة على مناطق غربي أوكرانيا.
وفي حديثه أمام مؤتمر موسكو الحادي عشر للأمن الدولي، بحضور وزير الدفاع الصيني، قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إن الصراع كان اختباراً مهماً لروسيا.
وأضاف «في العملية العسكرية الخاصة، كشف الجيش الروسي زيف أساطير كثيرة حول تفوق المعايير العسكرية الغربية». وأردف، «النتائج الأولية للعمليات القتالية تظهر أن الموارد العسكرية الأوكرانية شبه مستنفدة».
وأوردت «رويترز» أن وزارة الدفاع الروسية رفضت التصريح لها بحضور المؤتمر الأمني «دون توضيح أسباب». وأضاف شويغو إنه يعرض تفاصيل نقاط ضعف الأسلحة الغربية، وإنه لا يخلو سلاح منها من نقاط ضعف. وتابع «لدينا بيانات عن ... تدمير دبابات ألمانية ومدرعات أمريكية، وصواريخ بريطانية، وأنظمة تسليح أخرى... مستعدون لمشاركة تقييماتنا... مع شركائنا».
واتهم شويغو أوكرانيا بأنها دأبت على استخدام البنية التحتية المدنية لإخفاء جنود ومعدات عسكرية ثقيلة، وأن كييف قصفت تجمعات سكانية مدنية في شرق أوكرانيا الخاضع للسيطرة الروسية.
وقال إن كييف استخدمت صفقة الحبوب في البحر الأسود كغطاء لبناء مخازن أسلحة وذخائر في أوديسا وموانئ أخرى.
وقال شويغو «في ظل هذه الظروف، تجاوزت العلاقات الثنائية بين روسيا والصين مستوى العلاقات الاستراتيجية من جميع النواحي، لتصبحا أكثر من مجرد حليفين».
من جانبه، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الغرب يؤجج الصراع ويزيد من خطر صدام القوى النووية، بضخه السلاح إلى أوكرانيا، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية. وقال لافروف، متحدثاً أمام المشاركين في مؤتمر موسكو الأمني «تضخ الولايات المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي المزيد والمزيد من الأسلحة الحديثة إلى أوكرانيا، من أجل إنقاذ مشروعهم الجيوسياسي المتمثل في احتواء روسيا وتقسيم العالم الروسي».
وأضاف «ذلك يؤجج الصراع، ويثير الانتشار غير المنضبط للأسلحة حول العالم.. إن طريقتهم المغامرة وغير المسؤولة تزيد بشكل كبير من خطر وقوع صدام عسكري مباشر بين القوى النووية».
ميدانياً، قالت روسيا إن قواتها قصفت منشآت صناعية عسكرية في مواقع عدة بأنحاء أوكرانيا ليلاً، بعدما أعلنت سلطات مناطق غربي أوكرانيا أن الهجمات الجوية خلفت 3 قتلى.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن «المجمع الصناعي العسكري الأوكراني تعرض لأضرار كبيرة»، مضيفة إنها نفذت ضربات دقيقة بعيدة المدى على منشآت «رئيسية».
فيما أفادت القوات الجوية الأوكرانية، بأنها دمرت 16 من أصل 28 صاروخ «كروز»، أطلقتها روسيا خلال الليل. غير أن صاروخاً أصاب مصنعاً لشركة (SKF) السويدية، لتصنيع المحامل الكروية، المستخدمة خصوصاً بالمركبات في مدينة لوتسك غربي أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل 3 موظفين.
كما استهدفت ضربة مدينة لفيف. وذكر رئيس بلدية المدينة أندريي سادوفيي، أن «مباني سكنية» أصيبت.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني، دنيس شميهال، إن «أضراراً لحقت بالمنشآت في 8 مناطق»، و«للأسف هناك جرحى ووفيات».
وأكملت وزارة الدفاع الروسية، أنها اعترضت 4 صواريخ فرنسية، بعيدة المدى، من طراز (SCALP)، تم تسليمها إلى أوكرانيا يوليو الماضي. فيما أوردت وكالة الأنباء الروسية «تاس»، أنها «أول عملية من نوعها» على الإطلاق.