مريم فخر الدين، كانت بدايتها بدون صعوبات، صاحبة وجه ملائكى شديد الجمال، حتى إنها لقبت بملاك السينما وأميرة الرومانسية، هي أيقونة الحب السينمائى، اشتهرت في السينما العربية وخاصة في فترة الخمسينات والستينات في أدوار الفتاة الرقيقة العاطفية المغلوبة على أمرها، وفي أحيان كثيرة دور الضحية، ورحلت عام 2014.
في مثل هذا اليوم، ولدت الفنانة مريم فخر الدين عام 1933، بمدينة الفيوم لأب مصري يعمل موظفا بوزارة الري، وأم مجرية مسيحية، وهي الأخت الكبرى للفنان يوسف فخر الدين، تعلمت في المدرسة الألمانية ولم تعرف الكتابة والنطق باللغة العربية لكنها كانت في نفس الوقت تجيد خمس لغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والمجرية، وفى ذلك كانت تقول في لقاء سابق لها: كنت أسجل السيناريو وأسمعه كي أحفظ، ولم أكن أقرأ العقود قبل التوقيع، لكنني بعد عشرات السنوات علمت نفسي قراءتها.
وأضافت مريم فخر الدين: منعنى عدم تعلمى للغة العربية من معرفة كيفية أداء الصلاة لفترة طويلة من حياتي، وقالت فى أحد لقاءاتها، أنها لجأت للفنانة شادية، كي تعلمها طريقة أداء الصلاة، وساعدها الشيخ محمد متولي الشعراوي، حيث أرسلت إليها شادية كتاب "المسلم الصغير" ولكنها لم تفهم منه شيئا، وفوجئت بالشيخ الشعراوي يتصل بها ليساعدها في تعلم الصلاة، وحين أخبرته بأنها لا تستطيع حفظ "التشهد" أباح لها قراءة الفاتحة فى الصلاة، حتى تمكنت من حفظ التشهد، وهى في الخمسين من عمرها، وظلت تصلى حتى آخر يوم في حياتها ـ كما صرح المقربون إليها.
ملكة جمال الغلاف
بدأت مريم فخر الدين مشوارها السينمائى وهى ابنة ستة عشر عاما بعد أن فازت بجائزة أجمل وجه وملكة فتاة الغلاف الأولى في مسابقة لمجلة "إيماج"،التابعة لدار الهلال نالت عنها 250 جنيها قيمة الجائزة، وهي الجائزة التي أهلتها لتقوم بدور البطولة في أول أفلامها السينمائية عام 1951 تحت عنوان “ليلة غرام” لتتوالى أعمالها الفنية وتنطلق في طريق الشهرة والنجومية التي وصلت إلى أكثر من 240 فيلما.
استطلاع للرأى على جمال مريم
وشكك النقاد في سبب اختيار مريم فخر الدين كأجمل وجه لفتاة الغلاف، بالرغم من وجود أجمل منها في المسابقة، وصارت مريم محل جدال فائزة أم راسبة في المسابقة، وكما نشرت مجلة الاثنين التي كان يرأس تحريرها مصطفى أمين عام 1948: إن فوز الطالبة المصرية مشكوك في صحته وقال البعض إن جمالها عادى وإن هناك منهن أجمل منها بكثير ووجدتها مجلة الاثنين فرصة لإجراء استطلاع للرأي على اختيارها ملكة جمال الغلاف وهل تستحق، وجاءتت النتيجة لصالحها والتأكيد على ان جمالها كانن في ابتسامتها.
جمال واضح أخاذ
وكتبت الصحفية درية شفيق رئيس اتحاد بنت النيل في الصحف تقول: إن وضوح جمال مريم فخر الدين هو الذي رشحها للفوز بالمسابقة، كما أنها ليست أجمل من بعض المتسابقات خاصة وأن جمالها ليس هو الجمال الآخذ النافذ ولا تلك الفتنة الجبارة التي تستعبد العيون، ولا في نظرتها الأوامر الناهية التي تخضع في حضرتها القلوب، المهم كان جمالها واضحا لكل عين لأنه غاية في البساطة خاصة أن هذا الجمال مغلف بالابتسامة.
مريم فخر الدين.. أميرة الرومانسية وملاك السينما.. ساعدها جمالها في دخول عالم الفن.. وهذا سر اتصال الشعراوي بها
يوسف فخر الدين، الوسيم الذي هجر مصر حزنا على زوجته، يونانية تنتشله من الضياع، وهذا سر كراهية شقيقته له
وعملت مريم فخر الدين مع معظم نجوم جيلها في بطولة الأفلام السينمائية الشهيرة، ومن هؤلاء النجوم عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وأحمد مظهر ورشدى أباظة وكمال الشناوى، ولها مواقف كثيرة مع هؤلاء وكلها علاقات في حدود التصوير والعمل فقط، حيث إنها لم تعترف بصداقات الوسط الفني وأغلب صداقاتها كانت سطحية لكن كان من اعز اصدقائها الفنان احمد مظهر الذى دامت صداقتها له حتى الرحيل.
النوم فى العسل آخر أفلامها
من أهم أفلام مريم فخر الدين: رنة خلخال، بئر الحرمان، لا أنام، أنا وقلبى، رد قلبى، الأيدى الناعمة، الأرض الطيبة، رحلة غرامية، طائر الليل الحزين، شفاه لا تعرف الكذب، حكاية حياة، زيارة سرية وكان آخر أفلامها "النوم في العسل" عام 1996 مع الزعيم عادل إمام , ومن أشهر أدوارها العالقة بأذهان جمهورها دور الأميرة الأرستقراطية "إنجي" في فيلم "رد قلبي" الذي كان يؤرخ لثورة 23 يوليو 1952 في مصر، ودورها في فيلم "حكاية حب" أمام النجم عبد الحليم حافظ.
أدوار ثانوية
ومع تقدم مريم فخر الدين في العمر بدأت في القيام بأدوار أقل أهمية أو ثانوية، حيث كان لا يهمها مساحة الدور رغبة رغبة في التمثيل، كما انها بدأت الظهور فى وسائل الإعلام معلنة رأيها فى نجمات جيلها بالهجوم عليهن وإعلان آسفها على حال السينما ومقارنته لحالها فى الخمسينات والستينات.
|