المكان { القصر القديم " المشهد الأول " جلست في ركنها سيدة القصر- وهي التي ابتاعت القصر من صاحبه السابق –
مذهولةً بما تراه وتشعره وبما يُحاك ضدها وضد قصرها فكلّ ذنبها كان أنها المالكة الجديدة للقصر،والذي اشترته من صاحبه السابق فلم يعجبها طاقم القصر الإداري والخدمي فهي سيدة تتمتع بقوة شخصيتها واستطاعتها على مواجهة الأمور، ومن هنا ابتدأ خبثهم لها وعليها ليهجروها وقصرها آخذين معهم كل ما سيلزمهم للقصر الجديد بما في ذلك كل الكادر العامل في القصر وصوروا لكل العاملين أن سيدة القصر القديم هذه ظلمتهم وأودت بكل ما عملوه وبنوه في القصر على مرِّ سنوات - مع العلم بأنها بعد لم تُحرك ساكناً ولم تتخذ أو تُعلن أي قرار يُثير حفائظهم -
وعلى الرغم من علمها واِحساسها بمدى خُبث كادر إدارة القصر لا سيما الكبار منهم.
وأخيراً جلست وحيدة بقصرها والذي صار خاوياً من أيِّ صوتٍ أو همس بعدما أطلقوا زغاريدهم اِعلاناً عن رحيلهم للقصر الجديد وتعالت الهتافات وتعالت زغايد الجميع هناك راحلين وهاتفين بسعادةٍ لهذا الانتقال الذي أحبوه وراق لهم .
وصل الجميع باحة القصر الجديد ولا زالوا يرقصون ويغنون ويهتفون باسم سيدتهم الجديدة– والتي هي كانت كبيرة الخدم هناك –
وقفت على بوابة القصر هاتفةً لهم بأن يصغوا اليها جيداً
وكان نمط حديثها كالمعتاد ذاك الكلام الناعم الهادئ والذي تحسبه لوهلةٍ أنه حباً فقالت / أحبتي ، ها نحن اليوم هنا وهذا القصر هو قصركم قبل أن يكون قصري ومُلكي فأنتم المالكون الحقيقيون له ، ومن هنا أحبتي أود أولاً أن أشكركم من قلبي على هذه الحفاوة وهذا الكرم منكم والآن أيها الأحبة يوجد لدينا الكثير من العمل داخل القصر فهلموا بنا ولنكن يداً واحدةً في ترتيب مكاننا الذي سنقيم فيه كعائلةٍ واحدة. فهتف الجميع بصوتٍ واحدٍ // لبيكِ لبيكِ
تم توزيع العمل على الجميع ، من قبل الحاخام عوفرا والقس يوحنا
والمظفر– وهو الرجل الثالث الذي اختارته السيدة وأحد زوايا مثلثها– الجميع منشغلون كلٍّ في عمله بدأبٍ وسعادة ، فجلس المظفر في زاويةٍ بعيداً عن جميع العيون عيونه شاخصةً لسقفِ القصر ، وفكره شاردٌ سارحٌ ودون درايةٍ منه أخذ يُتمتم بينه وبينه ويقول :كيف ومتى ومن أين!؟ ،أسئلةٌ راودته
من أين للسيدة كل هذا المال لتشتري قصراً فارهاً مُترفاً كل هذا الترف ومتى استطاعت أن تجمع مبلغاً كبيراً كهذا ، ثم من أين ؟! من أين يا مظفر من أين !! ياالله أعِنّي تساؤلات بعلامات تعجبٍ واستفهام كبيرتين وما أن أكمل كلمته الأخيرة هذه، إذ بأحدِ الموظفين يُرَبِتُ على كتفه
فالتفت اليه وقال //ما بك ؟ ماذا تريد
فرد عليه الموظف //أنا لا أريد ! السيدة تريدك
فقال //حسناً ، اذهب أنت وأنا بعد سأصعد اليها
فرَدَّ الموظف قائلاً //لا استطيع ، تريدك الآن وحالاً وقالت لي حرفياً آتِ به حالاً ولا تعود الا بالسيد المظفر
فنظر اليه المظفر نظرة كأنه امتعض من اجابته أو أنها لم تَرُقْ له فقال له // حسناً هيا بنا ، لنرى السيدة ، أتريدك معي كذلك ؟ فقال الموظف //لا أبداً فقط سأوصلك حتى مكتبها ، وأعود لعملي
فرد عليه المظفر بابتسامةٍ خفيفة // حسناً ، هيا خذني للسيدة مخفوراً اِذن ههههه وصلا الى مكتب السيدة ، ذهب الموظف الى عمله ، ودخل المظفر فإذ بها تهرع اليه مسرعةً وتحتضنه ، كاِحتضانِ المُشتاق لحبيبه والمظفر قد اصابه الذهول لما يجري في هذه اللحظة وعلى غير المتوقع وبقيت متشبثةً متعلقةً به عدة دقائق..
تُرى ما الأمر العاجل الذي أرادته السيدة من المظفر ؟؟!!
وما سرُّ هذا الاحتضان الشغوف منها له ؟!!
....
الى اللقاء في حلقتنا القادمة فكونوا بالقرب أحبتي محبتي واكاليل غار
قصة شائقة واحداثها متسلسلة ومترابطة
أجدت السرد كعادتك استاذي
وعنصر الحماسة يتجلّى
ليضفي على القصة مزيداً من الجمال
سنكون بانتظارك في الحلقة القادمة
سلمت يمينك وكلك
تم الختم والرفع
واضافة المكافأة
مع كل تقديري واعجابي
ياربّ صبراً منكَ ارتوي منه كلما
اشتقت لأختي وسكينة تنزل على قلبي عندمااحنٌ لرؤيتها اجعلني يالله
خيرُ اخت لها و لا تجعلني ألهُو عن دُعائي لها
رحلت عني ولم ترحل مني ربي انها ليست معي لكنها في
قلبي وفي دعائي اللهم ارحم اختي فقيدتي بقدر اشتياقي لها