تستقبل دبي أوبرا، في الخامس من فبراير الجاري، فرقة «جيبسي كينغز باي أندريه ريس» «ملوك الغجر»، ذات الثقافات المتعددة، بجذورها المتوسطية العربية والأوروبية، إذ تتميز الفرقة بأسلوبها الفريد، الذي يقوم على موسيقى البوب المشوبة بنغمات الفلامنكو، والأغنيات الخفيفة المستلهمة من الرومبا الكاتالانية الأصيلة، وستقدم الفرقة في دبي أوبرا، باقة من أجمل أغانيها الشهيرة، التي لاقت إعجاب الملايين حول العالم، وأصبحت جزءاً من الذاكرة.
وتضم الفرقة مجموعة من الموسيقيين المتميزين، وعلى الرغم أنهم ولدوا جميعاً في فرنسا، لكنهم يغنون باللهجة الإسبانية، وبالتحديد «الكاتالانية»، فآباؤهم جميعاً ينتمون إلى الجنوب الفرنسي والإسباني، حيث آرل ومونبيليه وجزر البليار، وهذه المناطق في الحدود الإسبانية، تطلق عليها مقاطعة كتالونيا، ويطلق البعض عليهم «الرومان الإسبان»، وعلى الرغم من لغة الفرقة الفرنسية، إلا أنهم لم يتنصلوا من ملامح سيرتهم وتاريخهم، لينتجوا أغلب أغانيهم باللغة الكاتالانية، مع تقديم موسيقى الفلامنكو الأندلسية التقدمية.
ولأن اللغة ولادة الأوطان في صمتها وخطاباتها، فإن اللغة «الكاتلانية» تُنسب اسماً إلى مقاطعة كتلان الإسبانية، وهي من اللغات الأوروبية التي تمتاز برومانسيتها، ولعل أصوات أعضاء فرقة «ملوك الغجر» في تاريخهم، أظهرت إمكاناتهم الحسيّة العالية، وقدرتهم على إيصال المعنى أثناء الغناء، ما جعل المستمع يدرك المفردات التعبيرية لتلامسه، وإن كانت مختلفة عن لغته، وتصل كلماتها الشعرية المغناة، إلى كل المستمعين من اللغات الأخرى في العالم.
تأسست الفرقة المبدعة عام 1976 م، على يد المهاجر المغربي «تشيكو بو شيخي»، الشهير باسم جلول، والذي كان له دور كبير في إظهار الصورة الحسنة للمهاجرين في الغرب، من خلال الحفلات التي كان يقيمها، وبوصفه مبعوثاً لمنظمة اليونيسكو.
بينما بقية الأعضاء في الفرقة، فينتمون إلى أبناء الأسر، هربت من ويلات الحرب الإسبانية الأهلية، ليستقروا في فرنسا، وعلى الرغم أن الحرب قضية شائكة، فكما تأتي بالقهر، تأتي بالإبداع أيضاً، كما هي فرقة (جيسبي كينغ).
ولأن فرنسا بلد المبدعين، بدأت الفرقة منها، وأخذت تخلط بين موسيقى البوب القادم من آرل ومونبيليه في الجنوب الفرنسي، وبين السالسا والفلامنكو الأندلسية الجنوبية، بهويتهم، هوية أهل الغجر في ارتحالاتهم، لتستضيفهم أوبرا دبي، لتقديم عروضهم المميزة، وبالأخص عرض لملوك الرومبا الكتالونية بإيقاعات لاتينية، ومن خلال الأغاني الفردية المشهورة.