قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب: إن تحالف قديم عاد من جديد بين الدول الأوروبية المستفيدة من حالة التخبط السياسي والفوضى الأمنية التي تمر بها ليبيا منذ قصف الناتو لها وإسقاط حكم الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، لنهب ثروات الشعب الليبي من الذهب الأسود من جهة وتشكيل مستعمرة جديدة في الجنوب الليبي للوصول إلى دول القارة السمراء الغنية بالمعادن والثروات الطبيعية.
وأضاف أنه انكشف ذلك بعدما تم توفيعه، مطلع العام الجاري من إتفاقية بقيمة 8 مليار دولار لتطوير وإستكشاف حقول الغاز والنفط في البحر المتوسط.
وتابع أن هذه الاتفاقية جاءت بعدما أعلن القضاء الليبي بطلان اتفاقية الحكومة للتنقيب عن الغاز والنفط في الحدود البحرية الليبية، الأمر الذي أكد وجود تحالف خفي غير مُعلن لنهب ثروات الشعب الليبي، مشيرا إلى أن بعض الدول تسعى لتثبيت تواجدها داخل الأراضي الليبية وتبحث عن حليف يُشاركها هذه الطموحات الإستعمارية، وبذلك وجدت في إيطاليا ذات التاريخ الاستعماري الحليف الأمثل مستغلةً حوجة دول الغرب لمصدر جديد للغاز والنفط في ظل أزمة الطاقة التي تعيشها القارة العجوز، بينما إيطاليا تطمح لكي تكون المُصدر الرئيسي للذهب الأسود الليبي لدول أوروبا.
وأشار إلى أن إيطاليا تطمح لخلق مستعمرة خاصة بها تكون بمثابة محطة تُبقي فيها المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول إفريقيا بعيدًا عن حدود بلادها، وفي هذا السياق وقعت منظمة مدعومة من الحكومة الإيطالية إتفاقية لتوطين المهاجرين في مناطق الجنوب، مضيفا أن كل هذه التدخلات والتحالفات تتم عن طريق مسؤول سابق يبحث عن دعم دولي يضمن بقاءه في منصبه لأطول فترة ممكنة، والذي وجد في إيطاليا الطرف المناسب لتقديم هذا الدعم.
وقال الخطاب، إنه لتوطيد التحالف، تم تعيين مهندس، سفيرًا لإيطاليا في ليبيا، وتم إعتماد أوراقه من قِبل وزير الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية منتهية الشرعية، ليكون هذا التعيين بمثابة إتفاق غير معلن بين الأطراف الثلاثة على التحالف الخفي الرامي لتحقيق مصالح الجميع عدا الشعب الليبي.
جدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتحالف فيها بعض الدول لتحقيق مصالحهم في ليبيا، حيث أن روما في وقتٍ سابق مدت يد العون ودعمت تدخل في طرابلس كونه يصب في مصلحتها ويخدم أجندتها الرامية لتهديد الأمن القومي والإقتصادي الفرنسي في دول القارة السمراء.