في بعضِ الأوقات يكونُ أصدقُ ما يمكنك قولهُ هو الصّمت.
حينها ستتجنّبُ أن تتحدّث حديثًا يبدو للسامعِ صادقًا جدًا، لامعًا ومصقولَ الحواف،
لا مؤذٍ ولا جارح، لا مُقبضٍ ولا كئيب،
لا يشوبهُ شيءٌ من مساويء الكَلِم سوى أنهُ كاذب، أو على أقلّ تقدير،
كذبٌ ممسوس بملامح الحقيقةِ وصفاتها، تقول "أنا بخير" وفي قلبِكَ ألفُ مديةٍ،
تقول "أنا سعيد" وفي ظهرِكَ ألفُ خِنجَر حُزن،
تقول "أنا ممتنّ" وفي صدرِكَ ألف سؤالٍ ساخط،
ولأنّ حديثك موغلٌ في الكذب جدًا، فإنهُ يتوارى خلفَ ألف حجابٍ مُزركش،
ويبدو في النهايةِ جميلًا جدًا، صادقًا جدًا. لكنّهُ ليس كذلك