أخافُ السكوت في لحظةٍ بها عقلي يُثرثر
وكأني مُجردةٍ من الإحساس
لا أُعاني من وجع الفقد
يرصُدني بعيُونٍ مُمتلئةٍ بالعتاب
وفي الحقيقة .. مُكتظةٌ رُوحي بصخبِ البوح
و الصمتُ المُطبق يكادُ يخنقُني
وكُل ما فيَّ عاجزٌ يتمنى لو أنَّني مثلهُ
الصمتُ نحيبٌ .. وبعضٍ من الثرثرة أيضًا نحيب .!
حين تضُجُ نفسي المُزدحمة
أشعُر بنبضكَ وقد حرك النَّشوة بين الضُلوع
يُحاور جُنوني .. ينزفُني شهقةٍ
تهتزُ لها براكين الوجد .. يُواسيني
يزرعُني في ثناياه الدبقة كوردةٍ بريةٍ
تُطاول الاُفق ما تلبثُ أن تلتف حول نفسها
ويخفقُ الصَّدر .. حين أكتُبه ضجيجًا
لا أدري إن كان موجُوعًا به أو مسرورًا بمجئكَ .!
مثلي مصلوبٌ على جذع لقاءٍ
غداةُ البين .. تقاسموا أدمُعي
وابتسامتي في ملامحها حكايا شوقٍ منثورةٍ
تسرقُني من ذاتي .. تهزمُني تُخرس صوتي
فكُنت ربيعًا مهترئٍ
أو أن كُل فُصولكَ خريفًا والرَّبيع كذبةٌ
رمادُ الخواء نثر السواد في كُل تفاصيلي
وأصبحتُ لأ أُبالي بلا نبضٍ .. بلا رجفة أحاسيس
ما قدَّروا القلب حق قدره
أتُراك تعلم بأنني الآن خاويةٍ
لا يسكُنني سوى بقايا نبضٍ مُتصدعٍ
بعد ما كان يخفقُ لهفةٍ يا أنا .!
تُسافرُ بي غيمةٍ باردةٍ .. إلى حيثُ نبضكَ الهادر
وقمم الأجفان المنتشية بأحضانكَ
تُثملها ريحًا تترنحُ على أسرار لهفتنا
وارتخاءةُ عينيَّ على كتفكَ .. لأتساقط ندفًا على صدركَ
تقتربُ منِّي .. تتلمَّس لهفات اشتياقي
يتسلَّل بين خُصلات شعري فحيحُ أنفاسكَ
وباحتكاكاتِ صوته يُشاغبني
أُراوغه .. فيغلبني حتى أشهق أنا بآهٍـ دافئةٍ
فينغمسُ بي ثُم يغشاني .. بِدَفقِ الغرق .!
مازلتُ فاقدةً لرغبة التَّحرش .. بما يجُول في داخلي
لا رغبة لي بالانزواء في صومعتي
والانخراط في تأوهات الألم .. بصرخاتٍ مكتومةٍ
لا رغبة لي في التَّبرقُع بخمار اللامُبالاة
والعزف على قيثارة الصُّمود
ومُمارسة طُقوس الرًّبت على كتف ذاتي
ومازال صوتي شبهُ عارٍ
لا يستر عورته .. إلا القليل من نبرات الصمت .!
يا أنا .. أنتَ لي حبًا دثارهُ تحنان .. وشوقًا قياسُه لهفةٍ
ولستُ سوى أُنثىً فقدت أمل اللقاء
احتلها يأسٌ قاتل .. وفي قلبها تسعٌ وتسعون خيبةٍ
وتكتُبْ عن المئة
ليت لي جُبٍ بقلبكَ يحتويني بكُلي
وتكُون لي يُوسفُ .. يملؤني بك احتواءٍ
يُواري سوأة حنيني مثقال همسٍ أو أكثر
فأنا في راحتيكَ لا أُريدُ سوى أن أتنفس .!
..................
همهمةُ حرف ٍ تُسعف
احتضارِ الشفاهِ وترحالُ النَّبض ..
" نِثَارُ الْغَيْم "