عند الفقد ..
تذوب أمنيات وترحل بواعث الفرح
تتبع آخر أنفاس فصلنا المحبب .
عند الفقد ..
ترتدي الملامح رماديّة تقهر كل ابتسامة
تحاول صنع فجر يليق بها .
عند الفقد ..
تتغلّف أرواحنا برتابةٍ
تقصم ظهر الرغبة في استقبال الجديد .
عند الفقد ..
يعانق الصمت فاه الحديث
فيتلعثم كل حرف قبل أن يجتمع مع آخر
ليبكي الوجع المكبوت
فيظل الصمت هو سيّد الموقف .
عند الفقد يغرق الفكر في هاويةٍ عميقة
لا تفتأ تشعل فتيل الشقاء كلما بدأ مشهداً
يُرى من خلاله كمّ المشاعر المسكوبة
على أضرحة من سكنوا القلب أزمنة ثم رحلوا !!
عند الفقد نعود لأنفسنا ..
نصارع الخواء ؛ نأخذ نصيبنا من الألم
نتلبس الظلمة فيبدأ النحيب
ونظل عالقين بين أحرف ليت و لو
ندماً يقطع أوردتنا
ثم ينسكب الملح على الجرح فلا يلتئم !
ليبقى المرور على ثرى ماضيهم هو الهلاك
ومايوقظ بنا كل آهةٍ خلفها نار تضطرم .
ليتهم قبل الرحيل
لم يكسروا البرواز الذي ضم صورهم
ولم يرتضوا لنا البقاء على أرض مجدبة منهم .
وليتهم عندما سكنوا اعماقنا
أهدونا أسباب الصمود
سعادةً بقاءً وفاءً
وأبديّة لا يخفت نورها حتى وإن رحلوا ..