تراقبه الروح دائما ، فقد تعدى مراحل الحب داخلي
ف الخيال صاحبه أنت ، وماكان الغياب
اختيار قائم على رضى ، فكل المنى أن تعود
وتبقى هنا أمام العين ، مرافق لكل خطواتي
أسير داخل حدود قلبي ، ومحال أن تتعدى نبضاتي .
فما أشرق الحب يوماً ، الا كنت صاحبه ،
وماتنأت الاشواق لقلبي وروحي ، الا ناطقه بك دائماً
ف القرب منك حتى في ابتعادك ، بات حياتي ..
فيسألون ؛ لما الوصل بقلبك عامراً ، والحب مازال
داخلك نابضاً ، والحنين طاغى على تفاصيلك وملامحك ؟
فكان الجواب تنهيده طويله ، وتلعثم طويل
أن كل العبارات لاتفيه الحق ، فحتى ابتعاده
كان راقيا كما إقترابه ، مابث في النفس حسرةً
يوماً على لقائه ، فكنت دائماً فخوره وجداً
ب أنه اتى يوماً أمامي ووقعت في حبه بتلك اللطافه
وبقي محافظاً على مكانته ماكلفه الامر ، وماكان
البعد بيننا سارق للحظات الجميله ..
حقيقه افترقنا ، ولكن فراقاً ودياً محباً جميلاً
كان اشبه بيوم لقائه رغم تلك الاحزان التي
حاوطت حواسنا الخمس ، وذاك الشوق
الذي يطاردنا في كل الاوقات ..
ولكننا صنعنا مكاناً للعوده ولو بعد حين
حيث أنه لاعاد المحب ل أرضه ، وجدها
مخضره ، كساها الربيع حلة الجمال
وسقاها المطر حتى أرتوت ..
فرحبت به السما ، والارض ، ومافيها
لقد تركنا مجالاً لوصلِ بالود نما وأزهر
، وحدائق بالشوق عُمِرت ، وقصوراً بالمحبه شُيدت
فأني أعي جيداً ان البعد هذا ليس نهايه لارجوع فيها
وإنما اختباراً لكلانا ، وسننجح فيه بجداره ،
ويلتم شملنا ولو بعد المشيب ..
وماأحفظه جيداً من غيابه ، أننا مثقلين بالاشواق
فوق مايتخيله عقل ، وتحضى به افكار
ف القلوب منَازل للألفه ، فحين نزل بقلبي
أحياه بعد طول المنام ، وأعم أرجائه بالافراح
فهل يقتل هذا الغياب ، تلك المسرات ..
ف والله ان كان البعد بيننا أعوام وأعوام
فوصال أرواحنا يفوق وصال الخطوات ..
فمن يستطيع التصدي لفيضان تلك المشاعر
والوقوف في وجهه رياح الحنين القويه ، فحبه واضح
كما وضوح الشمس ، لايختبأ حتى بين غيوم البعد
سيعود حتماً حبيبي ؛
وسيكون لعودته ألف مقام ، واحتفالاً زاهياً بالازهار
سيبقى حياً هنا ، في ايسري ماحييت
ومتأكده ايضاً ، أني بقلبه مازلت ، والشوق لي
في أيسره يلود ، وكلما تداعى طاري الغرام لمسمعه
أتت جموع اطيافي وأستقرت بخياله ..
ف الذي بيني وبينه ، لايموت بمسافه ما
بل يُعمر حتى يكبر يتسارع مع اعمارنا
ف الوعد بيننا لايفنى ولاينقض
مادام شعورنا بالصدق ناطق ..
فتراقبه العيون في حب وغرام ، فيهمها أمره وجداً
كما ترقبه الروح ب أدق تفاصيله ، فأوجاعه تشعر بها
وافراحه ،وان كان يحضر الخيال والافكار والبال ،
فأعلم اني كماه لازياده ولانقصان ، أسكنه وبشده
فتعلمت حقيقه ؛ ان الفراق ليس نهايه للغرام
فقد يكون بدايه قويه لحب لايموت وان غاب صاحبه
فهنا توطين وتوثيق عظيم له داخل القلب ،
ان أتى او لا ، سأحبه كما اعتاد مني دائماً ..
وسيبقى القلب متفرداً به ، لايملأه أحد
يضيق للعالم ، ويتسع له ..
واخيراً ؛ أحبك رغماً عن تلك المسافات
فبيني وبينك لامسافه تُركن ، ولاباب يُقفل ..
شكراً للمبدع أحمد
فمنذ وقت لم أكتب
اتاحت لي ريشتك إلهام الحرف