أتيتك يا بحر جده ... من المطار مباشره
قبل أن أتجه للفندق وأحتضن السرير
فالسفر فجراً يرهق الجسد والفكر
إن ساحلك أيها البحر يرحل بي بعيداً
حين يجلبني من الرياض لكي أركن إليه
ثُم أُوقف سيارتي عند ساحل ذكرياتي معه
أنظر لشاطئك الجميل وأمواجك وسكون عمقك
إنها تلك الأمواج التي تلاطف قدمينا بماءها
وكأنها تأتي لتصافحنا حين ترتمي على شاطئك
لقد وقفت طويلاً أشمّ عطر صباحك البحري
فيمتلئ صدري بعبق الذكريات الجميلة معك
ساحلٌ وقفت أنظر إليه يوماً متأملاً
أجمع شتات العواطف التي تناثرت عنده
من عاشقين يرتمون على أطراف ساحله
يبحثون مثلي عن هدوء لنسائم مشاعرنا
مشاعرٌ ... جاءتك لترتّبها وتعيد حيويتها
وجئتك أبحث عن شيء يحيي ذكريات قلب
يموت في العشق ... ويموت كمداً منه
وقفت على ساحل ذكريات جمعني بـك
في شروق يومٍ يشبه غروب شمسي هنا
يومٌ هزّ معه سكون فكري ... بصوتٍ ناعم
ظننته لي ... ويبدو أنه لصديقةٍ بجوارها
قالت: كم هو جميلٌ هذا البحر بدونهم
فتجاهلت حديثها مستغرباً ولم ألتفت لهن
واستمر فكري يبحر نحو حلمٍ رسمه للخيال
يوحي بأن قلبي قد تاه بين نبرات الصوت
قالت صديقتها: يا مجنونه إنه يحبك ...
فالتفتُّ إليهنّ ... ولا أعلم من دفعني لذلك
فوقعت عيناي على عيني تلك الجميله ...
يا إلهي ما الذي أجده في عينيها حين همست :
يا نبض إرحل بي من هنا إلى حلمك الجميل
وأي حلمٍ يا سيدتي وأنا لم أحلم يوماً بمثلك
فحياتي ... مجرد كحل نظرات ثم بوح قلم
كان في نظراتها : من ينتشلني من هنا؟!
لترى في عيناي مساحةً تلهو بها كيف تشاء
ولها في عيناي سكون خوف وطيش رغبه
وهناك أيضاً مساحة عبث وصدق عاطفه
ولم تكن تلك النظرة مني لها مجرد عابره بل
إستوقفتني في كل مكان تزور فيه فكري
يا إلهي.... كيف لهذه النظرات أن تأسرني
وكيف لهذا العجز مني أن يحرمني البوح
بدت نظراتها لي وهي تغادر المكان تهمس
لقد منحتك يا نبض وقتاً طويلاً لتنظر وتبتسم
حتى أبادلك إبتسامةٍ مثلها لعلك تفهمني
لعلك تقول شيئاً فأبادلك الحديث معك
يا إلهي ... كيف لعقلي لا يستمع لصرخاتي
حين طلبت منه أن يتحرك سريعاً فتجاهلني
لقد كسر صبرك يا نبض عقلاً أراد أن يعيش
وقلباً يعيش بداخلك ويفقد ذلك الغرام
قلباً كلما حنّ لأوجاعه أتى بك من الرياض
وأركنك في سجن ساحلٍ ندمت عنده كثيراً
وكيف لهذا الحب أن يولد لمجرد نظره عابره
ألقتها عليك حين حوت ودّاً في عينيها لك
لقد صرخت بنظراتها تطلب مجرد إبتسامه
لتدرك أنك معجبٌ بها فتطلب من صديقتها
أن تتركنا لوحدنا وتعود إلى سيارتها وتنتظر
لعل نبضاتي تجمع لها حديثاً لم تسمعه من أحد
لقد رأت في عيني شوقاً لقلبها لم تراه من أحد
فالجميع ينظر إلى أنوثة جسدها وإلى أناقتها
أما عيناي فلا ترى سوى فتاة ضجّ بها قلبي
وكأن المشاعر حين تتلاقى تهزّ أجساداً للبوح
أما أنا في ذلك اليوم فبقيت ساكناً مشلولاً
وتتضارب المبادرة في فكري والتريّث بها
فقالت نظرات عينيها : يبدو أنك إنسانٌ
مجروح جرحاً عميقاً ولم تتهيأ لحبٍّ بديل
ثم تركتني مع صديقتها ورحلت دون أن
أنظر لرحيلها لعل قلباً مني يصرخ لعقلي
ويكيل له كل التهم في عجزي وسكوني
لقد تركتها تغادرك وهي التي أبدت رغبةً لك
رحلت وهاهي تعيدك كل فترةٍ لهذا الساحل
كي تجدها أو تجد مثلها لكن .... هيهات !!
لقد آذيت قلباً تمنى أن يعيش وأن ينبض بحب
ها انت تكرر الحنين لذلك المكان وتتلمّس حاجزاً
وضعت يدها عليه يوماً وكأنك بالفعل تحبها
عد يا نبض للرياض فليس كل صبح سيعود بها لك