في دهاليز الذّاكرة تتدلّى الأسئلة من سقف الوهم بلا أجوبة ..~
كُنتُ نُطفةَ وَهْمٍ تَتَدَلّى مِنْ سَقفِ الذّاكِرة
تَطويها الأيّامُ كَرِقاعٍ مُمَزَّقةٍ في كِتابٍ لَمْ يُقرَأ .
تَنثُرُني الرّياحُ فَوقَ مَقابِرِ الحَكايات
لا أدري
أكنتُ خطيئةً لم تتجرّأ على البوح ؟
أم نداءً تاهَ عنها في زحامِ الحياة ؟
جئتُها هشًّا
كقطعةِ زمنٍ لم تكتمل
كنُطفةِ حكايةٍ علقت في ظلالِ الاحتمال
تكوّنتُ من شهقةِ وداع
من حُزنِ الأمنيات التي لم تُزرع
من وجعِ القصائد التي خافت أن تُكتب
دفنتنِي
لا في الأرض ,، بل في شقوقِ ذاكرتها
أُدفنُ في قاعِ النسيان
كما تُخفى الأحلامُ تحت وسادةِ النُضج .
كأنّني لم أكن
كأنّ نبضي كان محضَ ارتعاشٍ عابر
والدفءَ الذي خفق بيننا
كان مجرّدَ هلوسةٍ نديّة
في ليلةِ سُهاد .
في غياهبِها أذبلُ وأتيبّس
وأُمحى من خرئطها رويدًا
حتى أُصبح ظلًّا بلا ملامح
صوتًا بلا صدى
نبأً عابرًا
في نشرةِ مشاعرها اليوميّة .
أعترف الآن
أنني لم أكن قصّة
بل فاصلةٍ بين سطرَين
فراغٌ في منتصفِ الجملة
ارتباكٌ في نطقِ العاطفة .
وأنا...
لا أكرهها
لكنني ما عدتُ أحتملُ أن أكون سؤالًا
تخلّت عنه الإجابة
يلوذُ بِالظُّلمةِ كي يُخبّئ وحشة الفقدِ
وأبقى أُحاذِرُ المرآة أَن تكشِف أَنَّني لمْ أكُنْ سِوى
أَصداء لِصمتٍ كُتب قبل أن أُولد .
ما بين السطرَين تلاشى وجودي كفكرةٍ لم تُنضجها الحياة ..~
فاصِلةٌ أنْجبت تنهيدةٌ من ضلعٍ مكسور دون رتوش دون رجعة .
" نِثَارُ الْغَيْم "