رسائِلُ الشَّفقْ ؛/ مِحْرابٌ مُبتَّل "على حافَّةِ صوتِكَ"

رسائِلُ الشَّفقْ ؛/ مِحْرابٌ مُبتَّل "على حافَّةِ صوتِكَ"

همْس .. شغفٌ لَم تطأْهُ خُطواتِ الكلَامِ يَلتَقِي الصَّمْتُ بِالنَّبْض ويُولدُ العشْقِ كَأوَّلِ قُبلَة لِلنَّدى. أسْمعكَ وَالعِشقُ كُلَّه فِي قَلبِي يُدنْدن همْسٌ يَختَرِقُ ضوْضائي، يَتَكسَّر الوقْتُ ككأْسٍ تَلعَبُ بِهَا أَصابِعُ الغياب. كلُّ حَرْفٍ مِن شِفاهكَ يُشْعِل فِي النَّبْض مَشاعِل اَلْهَوى فلَا يَعُود لِلسُّكون مكان. أمْشي على حَبْلٍ مِن نُورٍ بَيْن حُنجرَةِ الصَّمْتِ وَحَافَّةِ الضَّجيج الْعالمُ يَتَقلَّصُ حَوْلَ سُلْطانِ صوْتكَ والْقَلْب تَاجَه الأبديَّ. اشْتياقٌ مُسْتَتِر فِي طَيَّاتِ السُّكوتِ يَنسَكِب الغرَام كرذاذِ صُبْحٍ يَبتَسِم على وجْنتيْكَ ويُخْرجُ صَدرِي لَهفَةً تَنهَض كَطائِرٍ نِدِّيْ عزفَ على أَوتَارِ اَلفُؤادِ سِيمْفونية الهِيام. عبْر جُدْرانِ الرُّوحِ يَنسَل همس اِسْمكَ يتغلْغل بَيْن شراييني عبق ريْحانةِ لَم تزل تَرتَعِشُ فِي كفِّ المسَاء. تشْتعلُ اَلكلِمة حِين تُلَامِس شفتيْكَ فتتوهَّج كجمْرِ لِقَاءٍ يُحرُق أَطرَاف الانْتظار. أهيم بِحروفكَ، كأنَّهَا أَشْرِعةُ تُبْحِرُ بِي نَحْو مرافِئكَ وحين تَمسنِي تَعلُو بِي رِيَاح التَّوْقِ فأغْرق فِي بَحَّار وَلهَكَ طوْعًا. في رِحابكِ يَسقُط صهيلُ الشَّغفِ كندًى وتنْسابُ أَنغَام الشَّوْق مِن ثنايَاه عبير فجْرٍ يسْتفيق مِن حُلْمُ اللَّيْل وينْثر شُعَاعه مِن قُبَّة الأمل . يُعيدُ الصَّبَاح أَجنِحته فَوْق السَّماء وفي ثنايَا الصَّدْر يَتَنفَّس شغبٌ يَسكُب رَحمَةِ الحضورِ كعطْرِ زَهْرٍ لََا يَذبُل وَإِنْ طَالَتْ بِه الأسْفار. صَدى .. فِي غَياهِب المدى ويبْقى صدى الهوى يَخُط على جُدْران الرُّوح نشيد الفجْر المنْتظر. " نِثَارُ الْغَيْم "

شذى♛ معجب بهذا

المصدر: منتديات زاخر الغيم