قال مسؤولان إسرائيليان اليوم (الاثنين): "إن إسرائيل تريد ضرب حزب الله، لكن ليس جر الشرق الأوسط إلى حرب شاملة"، في الوقت الذي يستعد فيه لبنان للرد بعد سقوط صاروخ أدى إلى مقتل 12 طفلًا ومراهقًا في قرية مجدل شمس بمرتفعات الجولان السورية، التي تحتلها "إسرائيل".
وذكر مسؤولان إسرائيليان آخران أن "إسرائيل" تستعد لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام في أعقاب سقوط صاروخ السبت الماضي على ملعب رياضي في قرية درزية.
وتحدث المسؤولون الأربعة لـ"رويترز"، ومن بينهم مسؤول كبير في وزارة الدفاع ومصدر دبلوماسي، شريطة عدم الكشف عن هويتهم ولم يقدموا أي معلومات إضافية عن خطط "إسرائيل" للرد.
وقال المصدر الدبلوماسي: "التقدير هو أن الرد لن يؤدي إلى حرب شاملة، فهذا لن يكون في مصلحتنا في هذه المرحلة".
وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أكد في اتصال هاتفي مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ اليوم على أهمية منع تصعيد الصراع.
وناقش الطرفان الجهود المبذولة للتوصل إلى حل دبلوماسي للسماح للمواطنين على جانبي الحدود بين "إسرائيل" ولبنان بالعودة إلى ديارهم، والجهود الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين هناك.
وألقت "إسرائيل" والولايات المتحدة باللوم على "حزب الله" اللبناني في الضربة، وقد نفى "حزب الله" أي دور له، وزاد الحادث من المخاوف من أن الأعمال العدائية عبر الحدود المستمرة منذ أشهر بين "إسرائيل" والجماعة اللبنانية المسلحة المدججة بالسلاح والمدعومة من إيران قد تتدهور إلى حرب أوسع نطاقًا وأكثر تدميرًا.
وفي وقت متأخر أمس، فوض مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت باتخاذ قرار بشأن طريقة وتوقيت الرد على الضربة الصاروخية.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكبر الصحف الإسرائيلية، عن مسؤولين لم تكشف عن هويتهم قولهم: "إن الرد سيكون محدودًا ولكنه كبير".
وذكر التقرير أن خيارات الانتقام تراوحت بين الهجوم المحدود، ولكن المصور على البنية التحتية، بما في ذلك الجسور ومحطات الطاقة والموانئ، وبين ضرب مستودعات أسلحة "حزب الله" أو استهداف قادة رفيعي المستوى في "حزب الله".
والأعمال العدائية بين "إسرائيل" و"حزب الله" هي الأسوأ منذ الحرب التي دارت بينهما في عام 2006، وأجبر الصراع على الحدود بين "إسرائيل" ولبنان عشرات الآلاف من الأشخاص على مغادرة منازلهم على جانبي الحدود.
وأعلن الدفاع المدني اللبناني أن طائرة إسرائيلية دون طيار قتلت شخصين، وأصابت ثلاثة آخرين في جنوب لبنان اليوم، وكان هؤلاء أول قتلى يسقطون في لبنان منذ حادث السبت.
وأوضح مسؤول في الدفاع المدني اللبناني أن من بين الجرحى رضيع، دون أن يوضح ما إذا كان القتلى مقاتلين أم مدنيين.
وجرى إلغاء أو تأخير الرحلات الجوية في مطار بيروت الدولي في بيروت مع احتمال قيام شركات الطيران بالرد الإسرائيلي.
وبدا أن "إسرائيل" و"حزب الله" يبذلان جهودًا حثيثة لتجنّب حرب شاملة، منذ أن بدأ تبادل الضربات في أكتوبر.
ونفى "حزب الله" إطلاق الصاروخ، الذي أدى إلى مقتل الشباب، وذكر في بيان وزع في وقت مبكر من مساء السبت أنه أطلق صاروخًا على هدف عسكري في مرتفعات الجولان، وهي منطقة حدودية استولت عليها "إسرائيل" من سوريا بعد حرب الشرق الأوسط عام 1967، وضمّتها منذ ذلك الحين في خطوة غير معترف بها دوليًا بشكل عام.