خُذْلان ..~
لِيُمسكْ أحدكُم يد الوقت , فظهْرُ صبره ينكسر ..!
سألتهُ :
أتعرف ما يشعُر به المرء
حين يتعرض للخنقِ , حتى الموت .؟!
بنظرة استغرابٍ راح يُحدقُ في اتساع عينيها ،!
أردفتْ قائلة :
أولًا تشعُر بضغطٍ في حنجرتكَ ، تدمعُ عيناكَ
وتبدأ بالشعُورِ بنكهةٍ مُرةٍ جدًا في فمكَ
ثُمَّ يبدو الأمر كأنَّ أحدًا أشعل عُود ثقابٍ
وسط صدركَ ، ويزدادُ هذا الحريق يملأ رئتيكَ
وحنجرتكَ وصُولًا إلى الجُزء الخلفي من عينيك .
وفي نهاية المطافِ يتحول هذا الحريقُ إلى صقيع
فتشعُر كما لو أنَّ هُناك دبابيس من ثلجٍ تُوخز
بأصابع قدميكَ وذراعيك .
بعدها تُشاهد نُجومًا ، ثُمَّ الظلمة ..!
والشيءُّ الوحيدُ الذي تشعُر به هو البرد .
كانتْ كلماتُها كالصَّفعةِ هوت على صدغهِ
وكأنَّها حبستْ آخر نفسٍ فيه
ثمَّ رمتْ به على قارعة الطريق .
ارتعش جسده ، ارتجف واختلَّ توازنه
أحسَّ بأنَّ النار تخرج من رأسه ، تجمدتْ أطرافه
وكأنّ ظهرهُ انقسم إلى نصفين .
ثمَّة شيءٌ غامضٌ كان يحدث في رأسها .!
شيءٌ يشبه الشَّر .!
بابتسامةٍ ماكرةٍ خبيثة فيها من التحدي والإزدراء
تمضي بكل برود متمنية له ليلة سعيدة ..
~.. تصدُّع
لملمِ بقاياهُ المُنكسرة حاول جبرها بصبر ..!