نجحت في خطف الأنظار بعد تحقيقها إنجازاً جديداً، يعدُّ الأول من نوعه بعبورها البحر الأحمر سباحةً من السعودية إلى مصر خلال ثلاث ساعات و45 دقيقة، ما جعلها أول امرأةٍ سعوديةٍ وعربيةٍ تفعل ذلك، وتضيف رقماً مميزاً إلى سجل نجاحاتها وأرقامها القياسية.
كذلك سجَّلت اسمها بأحرف من ذهبٍ في عالم السباحة بقطعها قناة دبي، التي تقدَّر مسافتها بـ 24 كيلومتراً، وأصبحت أول خليجيةٍ تجتاز القنال الإنجليزي سباحةً قاطعةً مسافة 21 ميلاً، وأول امرأةٍ أيضاً تقطع نهر التايمز. وإلى جانب السباحة، تنشط في مجال المبادرات الإنسانية، إذ تتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وعديدٍ من الهيئات الإنسانية.
مغامرتكِ الأخيرة باجتياز البحر الأحمر سباحةً من السعودية إلى مصر، كيف جاءت الفكرة، وما الصعوبات التي واجهتكِ؟
خلال احتفالية عشاءٍ ببيت السفير البريطاني في جدة، تعرَّفت إلى السبَّاح العالمي لويس بيو، وهو ناشطٌ في مجال البيئة، وله إسهاماته في التوعية بالمحافظة عليها، فأخبرته برغبتي في السباحة بين السعودية ومصر، وكشفت له عن المخاوف التي تراودني من المغامرة، في مقدمتها أسماك القرش، فما كان منه إلا أن تحمَّس للفكرة، وشجَّعني على تنفيذها، مؤكداً أن الخوف من أسماك القرش يمكن تجاوزه بوجود جهازٍ، يوضع في القارب، ويعطي ذبذبات حتى أربعة أمتارٍ، تسهم في إبعاد هذه الأسماك. وللعلم هذه المنطقة، التي كان مقرَّراً أن أسبح فيها معروفةٌ عالمياً أنها من أكثر المناطق التي يكثر فيها وجود أسماك القرش، لذا أصبحت مقصداً للغواصين الراغبين في رؤيتها. بعد ذلك تمَّ الاتفاق على الخطة، والاستراتيجية، وطريقة التنفيذ، والحمد لله انتهت المغامرة بسلام.
حماية البيئة
انطلقت هذه المغامرة دعماً لمؤتمر المناخ العالمي والمحافظة على الشُّعب المرجانية في البحر الأحمر، كيف تصفين جمال هذه الشُّعب التي تغزَّل بها الكثيرون؟
لويس بيو لديه رسالةٌ سامية، يحاول إيصالها للعالم أجمع بضرورة حماية البيئة والمحافظة عليها بشكلٍ عام، والشُّعب المرجانية خاصةً، لأنها بدأت تنقرض، أو قابلة للانقراض في العالم كله بسبب ارتفاع درجة الحرارة، أو التعرُّض للتلوث. الشُّعب المرجانية في البحر الأحمر، التي تصل إلى عمق كيلومترين، تعدُّ من أجمل الشُّعب في العالم، لذا أصبحت مقصداً للكثيرين من أجل رؤية هذه اللوحة الجمالية، ولاشك أن البحر الأحمر يعني لي الكثير فقد ترعرعت وكبرت بقربه، وأعدُّه كنزاً لا يعوَّض، وهذا ما دفعني إلى تقديم رسالةٍ بضرورة المحافظة على هذه الشُّعب المرجانية الخيالية.
شغف وحبّ وطموح
أنتِ أول سيدةٍ عربية تستكمل السباق بين قارتي أوروبا وآسيا ضمن تحدي هيلنستون للسباحة في تركيا عام 2015، ما ملامح سيناريو هذه البداية القوية؟
البداية كانت من موقفٍ، حدث بيني وبين والدتي عندما كنتُ في الـ 11 من عمري، إذ كانت تقرأ في صحيفةٍ عن إنجازٍ لأول امرأةٍ تعبر المسافة من بريطانيا إلى فرنسا سباحةً. يومها نظرت إليَّ وقالت: لماذا لا يكون لكِ إنجازٌ مماثلٌ؟ بالتأكيد تستطيعين فعل ذلك. هذا الموقف بقي عالقاً في ذاكرتي إلى أن أنهيت دراستي الجامعية، حيث عدت للتفكير بذلك الإنجاز، وكيف يمكنني تحقيقه، وحقاً انطلقت لتنفيذ الفكرة عبر تكثيف حصص التدريب على السباحة، والحمد لله نجحت في تحقيق أكثر من إنجازٍ، وتحطيم أكثر من رقمٍ قياسي في السباحة، وتحوَّل الموضوع بالنسبة لي إلى شغفٍ وحبٍّ وطموح.
افتتحتِ أول مركز لعلاج الأسنان مجاناً بمخيم الأزرق في الأردن عام 2016، وخضتِ تجربة عبور خور دبي وقناة الخور في 2017، كيف يمكنكِ التوفيق بين شغفكِ بالمبادرات الإنسانية ورغبتكِ في تحقيق الإنجازات الرياضية؟
أنا طبيبة أسنانٍ، وعملي يرتبط بشكلٍ مباشر بالناس، ويقوم على مساعدتهم وتخفيف الآلام عنهم، لذا أحاول ربط كل إنجازاتي بعملٍ إنساني، وإذا استطعت التأثير بقصتي في شخصٍ ما، أو مساعدته في تحقيق حلمه، فحتماً سأكون سعيدة.
هدفي الذي أسعى إلى تحقيقه من خلال هذه المغامرات والإنجازات والأرقام القياسية والمبادرات، أن أخدم الناس والمجتمع بأي طريقة، مثلاً عندما بدأت الأزمة السورية، تمَّ تداول قصصٍ مأساوية حول غرق أطفالٍ، حاولوا اللجوء لليونان سباحةً، لذا فكرت في تسليط الضوء على قضيتهم، وما يتعرَّضون له من الموت غرقاً من خلال عملي طبيبة أسنانٍ، فتواصلت مع مفوضية اللاجئين السوريين، والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، والهيئة الطبية الدولية IMC لطب الأسنان من أجل افتتاح عيادة أسنانٍ في مخيم الأزرق، الذي تبلغ نسبة النساء والأطفال فيه 60% حتى أتمكَّن من خدمتهم وعلاجهم.
رسالة إلى النساء
في 2016 كنتِ أول خليجيةٍ تجتاز القنال الإنجليزي، وأول امرأةٍ تقطع مسافة 101 ميل سباحة في نهر التايمز، ما الرسالة التي تريدين توجيهها للنساء من خلال هذه الإنجازات؟
رسالتي للسعوديات ولنساء العرب والعالم أجمع، أنهن يستطعن فعل أي شيءٍ يطمحن إليه، فلا مستحيل في الحياة طالما أن هناك إصراراً وعزيمةً على النجاح، ولا شيء يمكنه أن يعيق وصولك إلى هدفك سوى أنت فقط، لكن قبل خوض أي تجربةٍ، أو تحدٍّ، لابدَّ من القيام بدراسة الموضوع لتجنب أي مخاطر، أو عوائق قد تحول دون تحقيق هذا الهدف.