من بين آثار مدينة جدة ومدينة العلا، التي سجلت في اليونسكو، تدور حياة الفنانة الشابة الصاعدة ماريا بحراوي، ابنه السبعة عشر ربيعاً، والحاصلة على جائزة مهمة عن دورها في فيلم نورة؛ حيث ولدت في جدة، وترعرعت موهبتها في العلا.. ثم إلى حاضر صناعة السينما السعودية ومستقبلها، وحياتها وأحلامها، كان معها هذا الحوار.
أنا شخصية تحب الحياة، وطموحة وبسيطة جداً، وعمري 17 سنة، وما زلت أدرس في الثانوية، وأعشق كل ما يتعلق بالفن.
حصد فيلم «نورة» وهو أول فيلم سينمائي لك جائزة أفضل فيلم سعودي في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، كيف كان شعورك لحظات إعلان الفوز وحصولكم على الجائزة؟
شعور جميل جداً وحلم تحقق، وفخورة جداً بهذه اللحظة، وهذه الجائزة التي أعادت لي في لحظة كل أيام التصوير بما فيها من تعب، ثم حصدنا نحن فريق الفيلم الجائزة ونسينا التعب. دخولك إلى عالم الفن كان من باب السينما.. هل ستكون اختياراتك القادمة في السينما فقط، أم سنراك في أعمال درامية أيضاً؟
أنا سعيدة جداً، ومن حسن حظي أن أول خطوة فنية لي كانت على الشاشة الكبيرة، وحتى الآن ليس هنالك عمل محدد، لكن إذا وجدت السيناريو المناسب لي سوف أكون سعيدة بظهوري في التلفزيون أو المسرح.
كان اكتشافي فنياً في البدايات في محيط العائلة والمدرسة، ولكن الشخص الذي منحني الثقة وأبرز الموهبة التي في داخلي بأجمل صورة هو أستاذي المخرج توفيق الزايدي.. كل الشكر والتقدير له.
هل كانت هنالك أي معارضة من الأهل لدخولك مجال التمثيل؟
لا أخفيكم في البدايات، نعم، كان هناك تخوف كبير من جهة والدتي بحكم صغر عمري، ولكن مع إصراري استطعت الحصول على دعمها الكامل وثقتها، وهي الآن أول داعم لي الحمد الله. ماريا.. كيف تصفين لنا أجواء كواليس فيلم نورة؟
كانت أجواء عائلية مريحة، وكنت محاطة بالاهتمام والدعم من جميع الطاقم بلا استثناء، كنا نعيش أياماً جميلة تعبنا بها، وبكينا وضحكنا وصنعنا ذكريات سوف تبقى في ذاكرتي إلى الأبد. هل كان لديك أي تخوف في أول تجربة لك بالتمثيل؟
في أول أيامي في العلا، خلال فترة التدريبات، كنت أشعر بالخوف والارتباك، بسبب أن كثيراً من مشاهدي كانت مع الفنان يعقوب الفرحان، وهي المشاهد المهمة، إلا أن شخصيته المتواضعة ودعمه الدائم لي، جعلني أتخطى ذلك، وكذلك الفنان أستاذي عبد الله السدحان، فعلى الرغم من عدم وجود مشاهد تجمعني به، فإنه كان يدعمني جداً خلال التصوير، وأنا جداً ممتنة لهما.
شخصية الأميرة نورة
ما الشخصية التي تتخيلين أداءها دوماً؟
بعد حصولي على دور نورة، ذهبت لأبشر جدتي بذلك، فسألتني إن كنت أعني بشخصية نورة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، وهنا انتابني الفضول لأعرف عنها، وبالفعل بحثت عن قصة الأميرة، وبعد معرفتي بها تمنيت أن أقدم شخصيتها في فيلم وثائقي، فهي فخر للوطن والدولة السعودية، وأعتقد أن العالم وجيلي الحالي يجب أن يعي من تكون هذه المرآة التي تفاخر بها الملك المؤسس عبد العزيز ومن بعده بقوله (وأنا أخو نورة).
وهنالك أسماء كثيرة تستحق أن يتم إنتاج أفلام ووثائقيات عنها، مثل الملكة عفت وغالية البقمية، وعدد من الشخصيات النسائية السعودية التي برزت أسماؤها منذ الدولة السعودية الأولى وحتى الآن، وأتمنى تأدية أدوار تحاكي شخصياتهن. هل تعقدين أن وجود كاتبة أو مخرجة أمر مهم جداً لتتحدث بواقعية وصدق أكثر عن قضايا المرأة.. أم أن المؤلف والمخرج الرجل يمتلك الكثير من التفاصيل للحديث عن هموم المرأة وقضاياها؟
لا شك أن المرأة إن عاشت معاناة فهي الأكفأ بتمثيل القضية، ولكن ذلك لا يعني أن الكاتب إن كان مهتماً بقضية نسائية، غير قادر على إيصالها، فالكتابة هي توصيل لمشاعر معينة، وهي تحتاج إلى اطلاع وقراءة.
سوف أختار مدينة العلا، فهي المدينة التي أهدتني أجمل حلم، ولي فيها ذكريات، هذا إضافة إلى أنها مدنية تاريخية مليئة بالآثار والثقافة، وكذلك طبيعتها وتضاريسها وجمال المساء في الليل بها، خاصة أنني قضيت أوقاتاً كثيرة أتأمل النجوم في سمائها في فترة كان الطقس يميل إلى البرودة؛ ما شكل لحظات من السحر والجمال.