كل الاشياء تموت، إلا في غزة..
كل ما فيها يحيا من جديد..
وردة بهية تختال بين الورود
وكلما تكاد أن تنكسر
بمعجزة، الوهن عنها يحيد
غزة لا تشبه نساء الأرض
لا تشبه ورود الأرض..
فبتلاتها سيوف
حملها الطاعن والوليد..
غزة قهقهة براءة الأطفال
على أبواب الدكاكين
غزة عاصمة الحزن وقبلة العاشقين
هي محراب الإرادة إن أردتَ
أو السلام والحرب أن تُريد..
أما نحنُ
فما عادَ الشعر يكفينا..
ولا الكلماتَ..
لا القواميس والقرطاس
ولا الصراخ والآهات..
ضميرنا الذي كان حياً
بفعل فاعل قد ماتَ..
صراخنا عويل فارسيٌّ
وضجيجنا أضحى سباتَ
نقتات السلام بأوتار عودٍ
وبدمائنا عدونا يقتاتَ
زُرِعَ الياسمين في غزة
وسُقيت بدمائه البتلاتَ
إن الجذور إذ أُغرِقَت
فذاك أول النكباتَ
يا غزة كيف نام الفتى
وهو على الجور أضحى وباتَ
نيران من كل حدب وصوب
وأميرنا على خوفه يقتاتَ
ما عاش الجبان في عمره يوماً
ولا أطال الجبن من العمر ساعات
كالأشجار يموت الفارس شامخاً
إن الشموخ عنوان الحياةَ..