مصلوبةٌ على جذعِ الغياب
يمضغني الفقد وأبسط يداً خالية من كل الملامح
سمائي معتمة بغمام الشجن
دمعي ينسكب على مفرق غيابه
يتساقط على جفني المصاب بأرق السواد
فهز نوني من الحنين الغارق بالألم
تشتت أفكاري وتاهت مني الطرق
وسقط مطري على أرضه السبخة
وكشرت حقيقته عن أنيابها المؤلمة
ولا زلت أحلم باغفاءة حنِين
مكلل بالضيق يلف أحزاني..
بعد أن تاهت بنا السبل
وأيقنت أن الأوراق المتساقطة لن تعود لأغصانها
وشوك سوء الحظ ينخز نبضي
وضجةٌ تشق عباب روحي
حتى يتعالى الضجيج حد الإختناق
ستبقى تهطل دون استئذان برق ورعد
يحرق السوسن بصدري
يا أنت لن تعود وتمارس الليل معي
وترسم خارطة أحلامك فوق رعشة أرضي
لن تشعل قناديل الشوق وتنفي الوجع من صدري
أخبرني كيف ستعود ابتسامة ثغري الخجول
وتهدأ نبضات القلق بنفسي
وتغسل شهقات الألم من زفراتٍ ضج بها وجدي
قد ولجت بعمقي سكون لن يكون بعده إلا
احتضار يضم رعشتي بالأكفان.
ستسير بعدي ألف تنهيدة
ولن تلتحم ممراتك بخاصرتي
ولن تسكن مدني وتقيم حضارتك بمملكتي
ستبقى حيث أنت وستستوي بي
وتعود بدهشة وذهول
وتَرَخي أطراف بكائك على مخدعي
وها أنا ذا أتجرد من عقلي وإنصاتي
وصوت أفكاري يحفر مغاور الوجوم بقلبي
وأطعن روحي وأتلذذ بدمي
هو صدى الغياب تغلغل بمفاصلي
حين تركتني على مذبح التوق
أترنح كميته أضاعت كفنها، وردمه الغبار
وأحاول أن أتصالح والصمت مجبرة
هي خربشة نونٍ برعشة الفقد
تنام بسخرية على وسائد تعج
بغصات وجع مسها البعد.
بقلمي وألمي: رانيا