إرهاص..~
ثمّة اقترابٌ لا يُشبه اللقاء
وثمّة لحظاتٌ يُولدُ فيها الانهيارُ من نبضةِ رجاء
وهكذا.. أحيانًا
لا يهدمنا الغياب؛، بل يدكّنا الحضور ..
حينَ اقترب..
اهتزَّ سقفُ آمالي
كأنّني بنتُ أمنيةٍ هشّةٍ في العراء
تبني قُبّةَ حُلمها من ورقِ الدعاءِ
وتعلّقُها في صدرِ السَّماءِ كفانوسٍ واهنِ.
اقترب..
فارتجَّت الأرضُ من تحتي
وتطايرت حروفُ الرجاءِ كأوراقِ خريفٍ
ما عادَ يملكُ إلا
لونُ الانتظارِ الباهت.
اقترب..
فخُيّل لي أنّ المسافةَ ستُعانقُ الظنّ
وأنَّ في صوتهِ وطنًا
وفي عينيهِ قرارًا
لكنّه كان عابرًا
كما يمرُّ الطَّيفُ على جدرانٍ خالية.
كنتُ أُهيّئ له قلبًا لا يشكو المطر
ونافذةً تشرعُ للعطرِ
وليلًا يتّسعُ لخطاهُ دون قيد
لكنّه أتى
كزلزالٍ ناعمٍ
أعادَ ترتيبَ النُّقاطِ فوقَ جُرحي
وأوقعَ سقفَ آمالي فوق رأسي.
كم كنتُ أصدّقُ الوهمَ حينَ لبسَ ملامحه
وأؤمنُ أنَّ اللقاءَ قد يُرمّمُ انكسارَ العمر
لكنَّه؛، حينَ اقترب..
لملمتُ الركام بأناملٍ مُرتجفة
نفضتُ الغبارَ عن حلمٍ أصرَّ أن يبقى
وكتبتُ على حافة الخيبة
كانَت النهايةَ المُندسة في قُبلةِ البدء ..
انكشاف..~
ما عدتُ أُراهنُ
ولا أعلّقُ قلبي على بابِ اقترابٍ جديد
بتُّ أعرف أن بعض الخطى
لا تأتي إلّا لتدلّنا إلى أنفسنا بعد أن خذلنا الظنّ .. أثر..~
من سُهاد روحي وهدأة شعوري كُتبت هذه الأحرف
لا تشبهُ سِوى أثر أنفاسي حين اختنق الشعور .. " نِثَارُ الْغَيْم "