الحنينُ تِنّينٌ لا ينام .
يخرجُ من صدري كلّ مساء
برأسٍ يشهقُ اسمًا قديمًا
ورأسٍ يعضُّ ظلًّا كنتُ فيه
ورأسٍ يزأرُ في وجهي:"لِمَ أفلتَّ يدَ الطفولة؟"
يُرفرِفُ بجناحينِ من غبارِ الذكريات
وينفثُ نارَ الأسئلةِ في وسادتي
ثم يُكشّرُ عن ندمٍ لا يموت .
كلّما ظننتُ أنّني عبرت
مدَّ رأسًا من نافذةِ نومي
وقالَ لي:"أنا هنا..
في ضحكةِ أمّكِ
في دفءِ الخبزِ
في رائحةِ حقيبةِ المدرسة
في عيونٍ لم تعُد تنظرُ إليكِ ."
الحنينُ ليس شعورًا
إنهُ مخلوقٌ يتكاثرُ في الغياب
ويأكلُ من لحمِ الوقت
ويشربُ من ندى الانتظار .