الوحدة والفراق ، هما أصعب ما يصيب الروح من ألم وعذاب
في مرحلة ما ، تتحدث رغماً عنك بضرورة البعد عن هذه الحياة
لا تستطيع الإستسلام لما أصابك ولا الإنسجام
وليس في يديك لذلك أيّ حلول ، كي تهرب من وجعك المرير
فتشعر حينها أنّ الأمر أكبر منك ، ولا تدري ما أنت فاعل
وماذا تريد حقّاً !!
وكلّ الذي تستوعبه نفسك ، أنّ الرضى عن المسار الذي سلكته
حياتك حينها أصبح مرفوضاً ، وبأنّك لن تقبل الإستمرار هكذا
وتتمنّى أن تجد المفرَّ الذي يناسبك ويُريحك من لهيب الإنتظار
أصبح قلبك المكلوم الآن ، أكثر مكان تناسبه نيران التعب التّي لا تهدأ
وبعد مرور الوقت تجدها تزيد ، يُثير حطب الذكريات إشتعالها
لا تشعر أنّك على قيد الحياة ، إذن لا صوت لقلبك ؟!
كأنّه في مرحلة تحلل مكثّفة ، نعم ، لقد مات
الحزن أنهاه وألزمه الصمت المؤبّد ، يثير فضولك ما حدث
وذاك الذي كان يمتلك النّبض منك كاملاً ، جعلك كأرض بور
في مكان ما ، في هذا العالم .. أنت الميّت وحدك
بعد الّذي جنته أيديهم
لا يُمكنك سوى الإنطواء على نفسك ، خالياً من الإنتباه والرغبة
والشغف
تتساءل : ما بالها مشاعر الحب لا تعود من حيث أتت ، لماذا
لا تخرس الأشواق ، كم هذا مخيف جدّاً وصعب
بعد أن كانوا دوائك ، أصبحوا دائك ، روحك تذبل ببطء
تماماً مثل كل هذه النباتات من دون ماء .
ولا حياة لمن يهواه قلبك ولو أطلقت الف نداء