06-23-2025, 11:34 AM
|
3 أعضاء قالوا شكراً لـ زمرد على المشاركة المفيدة:
|
|
06-23-2025, 11:36 AM
|
#2
|
الحنينُ هذا الصباح..
كانَ طفلًا صغيرًاخرجَ من جيبِ قلبي
يرتدي كنزتي القديمة
ويحملُ في يدهِ كيسَ السكاكرِ الذي لم يُكملْه أحد .
قال لي وهو يركضُ بينَ أضلعي
"تعالَ نلعب.. قبل أن تشتدَّ الحياةُ علينا."
لكنّي كنتُ طويلةً عليه
مُثقَلقً بسنواتٍ لا تنحني
فبكى...
وانكمشَ على عتبةِ روحي،؛ ثمّ نام
وكلّما صمتَّ/.. سمعتُ شهقته .
|
|
|
06-23-2025, 11:38 AM
|
#3
|
الحنينُ هذه اللحظة..
كانَ أخرسَ...
يمشي على أطرافِ الصمت
ويحملُ مرآةً لا تعكسُ أحدًا .
ظهرَ في زاويةِ الغرفة
كرجلٍ يرتدي معطفَ الغياب
يطرقُ بابًا لا وجودَ له
وينتظرُ أحدًا لا يعود .
لم يتكلّم..!
لكنّهُ حدّقَ فيَّ
كما تفعلُ المقاعدُ الفارغةُ حينَ أجلسُ قبالتها .
وحينَ سألتهُ بعينٍ ترتجف:"لِمَ عدت؟"
أدارَ وجههُ نحوَ الفراغ.. وأشارَ إلى الساعة .
كانت متوقفةً/.. عندَ لحظةِ الفقد .
|
|
|
06-23-2025, 11:40 AM
|
#4
|
التسكّعُ.. وجهٌ غير مألوف للحنين
لكنه أكثرها مكرًا ودهاء .
رأسٌ لا يهاجمني.. بل يصحبني كصديق قديم
يمشي بجانبي,، يصمت معي
يُشير فجأةً إلى رصيف.. فينهار قلبي دون صوت .
الحنينُ هذا اليوم/..
لم يُهاجمني..
بل سارَ بجانبي كظلٍّ لا يُلقي السلام
وهمسَ لي: "لِنتمشَّ قليلاً."
تسكّعنا في الطرقاتِ التي حفظتُ أسماءَها من شدةِ التكرار
لكنّي اليومَ نسيتُها
كأنّ الحنين هو من كان يقودُني .
مررنا بمقعدٍ خشبيٍ لا يزالُ يحتفظُ بحرارةِ حديثٍ قديم
وحيّينا بابًا صدئًا يُشبهُ آخر وداع
ثمّ دخلنا زقاقًا ضيّقًا
شممتُ فيه رائحةَ صوتِه .
لم نقل شيئًا..
لكنّي كنتُ أُحدّقُ في الأرصفة
كأنّي أبحثُ عن جملةٍ سقطت منّا ذات مساء .
الحنينُ حين يتسكّع..
لا يُريدك أن تبكي
بل أن تُرهَق من الفراغ
أن تعودَ إلى البيت متعبًا
كأنّك ركضتَ خلفَ أحدٍ لن يأتي .
|
|
|
06-23-2025, 11:44 AM
|
#5
|
آهـٍ…
الفاجعة الرأس الكامن في عمقه
لا يُطلُّ دائمًا
لكنه حين يفعل
لا ينهش.. بل يفجّر القلب من الداخل
ويتركني أبحث بين الحطام عمّن كنتَ .
الحنينُ هذا الوقت..
لم يأتِ مشيًا
بل انفجرَ في صدري كألفِ صدى .
لم يحمل اسمًا
ولا وجهًا
بل حملَ رائحةَ ما لم أستطع إنقاذه .
كانَ صوتَ البابِ حين أُغلِقَ ولم يُفتَح
وكانَ النظرةَ الأخيرة التي لم أعلم أنها الأخيرة
وكانَ يدي وهي ترتجفُ على كتفِ الحياة
تسألها: "لماذا؟"
كلّ الأصواتِ عاديةٌ حينَ تمرّ
إلا صوتَ من رحلوا..
يمكثُ
يرتدُّ
يُقيمُ في تجاويفِ العظام
لا يبكي
بل يُصلي بصمتٍ مكسور ..
|
|
|
06-23-2025, 11:45 AM
|
#6
|
الهجير..
ذاك الرأس الحارق
الذي لا يأتيني باردًا كالفقد؛، ولا مبلولًا بالدمع
بل يهجمُ كنزيفِ شمسٍ في كبدِي
كأنّي أشتاقُ في عزّ احتراقي
ولا أحد يراني أذوب .
الحنينُ هذا النهار
جاءني عاريًا من الظلال
يصفعني بشمسٍ أعرفها
شمسٌ مرّت بي وأنا أضحك
ثمّ لم أعد أراها كما كانت .
كانَ الهجيرُ في صدري
كصوتِ اسمي في فمٍ راحل
كضوءٍ يُلهب الذاكرة ولا يدفئ .
أركضُ إليه
كعطشانٍ إلى ماءٍ مالح
كلّما شربتُ،؛ احترقَ أكثرة.
فيه تتحوّل الذكرياتُ إلى سراب
أراها تلمع/.. أقترب
ثمّ أكتشف أنّها ليست هنا،’ ولم تكن .
|
|
|
06-23-2025, 11:48 AM
|
#7
|
آهٍ من الدوّامة..
ذاك الرأس الذي لا يملك أنيابًا.، بل يدور
يدور بي حتى لا أعودَ أعرف في أيّ زمنٍ أحيا
ولا أيّ فقدٍ يؤلمني أكثر .
ليست صدمة؛, بل دورانٌ مستمرّ
كأنّ الحنين يسحبني من يدي
ثم يتركني فجأة في منتصف العاصفة
أدور حولَ نفسي/.. وأظنّني أذكر .
الحنينُ هذا الصباح..
لم يأتِ من بابٍ أو نافذة
بل دارَ حولي ببطءٍ مقلق
كأنّه كانَ يختبرُ توازني
ثمّ دفعني إلى المركز .
تدورُ الذكرى.. تدورُ أكثر
ثمّ تفقدُ شكلَها
وتغدو وجُوهًا مركّبة
ضحكاتٍ لا تتطابق مع وجعها
وأسماءً بلا وجوه .
حاولتُ الخروج..
لكنّ الزمنَ انكفأ
وطفولتي صارت تركض خلف مراهقتي
وعيناي تلمحانها تبتسم في زاويةٍ ما
ثم تختفي .
|
|
|
06-23-2025, 11:55 AM
|
#8
|
ذاك الحنين الغريب
الذي يأتيك دون دمعة
بل بابتسامةٍ صغيرة
تشبهُ شهقةَ رضا...
أو نُقطة ضوءٍ في آخر الحكاية .
حنين يبتسم..
لم يُؤلم
لم يُؤنّب
لم يُوقِظني على بكاءٍ كأمسه
بل مرّ بي.. كما تمرّ نسمةٌ على خدّي
تُضحكني…
ثم تُذكّرني كم اشتقت .
هو الحنينُ حينَ ينضج
حين يُصبح صديقًا لا يُباغتني
بل يجلس قربي دون حديث
ويضع يده على قلبي…
ثم يقول:"نجوت."
لا يُحملني الذكرى كعبء
بل كهديةٍ لم تعد تؤلمني
وابتسامةٍ تنبت من رمادِ ما مضى
ولا تريد شيئًا…
سوى أن أظلّ ممتنةً لأنّي عشتها .
الحنينُ حين يبتسم..
لا يعني أن الوجع رحل
بل يعني أني صرت أعرفه
وصار يعرفني
فعقدنا صلحًا صامتًا
تسكن فيه الذكرى… دون أن تسكنني .
|
|
|
06-23-2025, 12:03 PM
|
#9
|
06-23-2025, 12:11 PM
|
#10
|
التنهيدة...
ذاك الوجه الهادئ العميق
الذي لا يعلو صوته؛، ولا يطرق الباب
بل يخرج من القلب كأنّه يهرب من زحام الذاكرة .
الحنينُ.. كان تنهيدةً طويلة
خرجت من صدري
كأنّها حملٌ قديم لم يُحمل بالكلام
بل أُسند للأنفاس
وتراكم مع الوقت في تجاويف الصدر .
لم يكن حزنًا صريحًا
ولا فرحًا ناقصًا
بل شيءٌ بينهما
يشبه طيفًا مرّ فجأة
أو رائحةً تسرّبت من ماضٍ لم يُنسَ .
في التنهيدة
كل شيءٍ مختصر
اسمٌ عالق
موعدٌ لم يأتِ
رسالةٌ لم تُرسَل
ووداعٌ لم يُقال .
الحنينُ حين يكون تنهيدة.
لا يطلب إنصاتي
بل يتسلّل خارجي كما الدمع حين لا يُذرف
يرتّب فوضاي للحظة
ثم يتركني أكثر وعيًا بما لا أقدر على نسيانه ..
|
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 0 والزوار 11)
|
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 02:15 PM
| | | | | | | | | |