ولمـا مسكت قلـمي لأكتب وجـدتني أخـرس..
كنت أتمـتم بـالحسرة قبل أن أعرفـه..
ولما عشقته كلفت بالقلم الريحاني..
وكنتم فيما مضى تـلوموا الـحب ومكنوناتـه..
وكنت أحدثـكم..
وأقنعكم..
أمـا الآن وقـد غمرني شوق صاهل مـن صوب النِّعمْ..
جئت أسألكم عـن شربـة من مـاءِ مبسمه..
فهل نضح وجهه الصبا..
هل بينكم من يستطيع أَن يجد لي الدُرُّ المقرون مع الصَدَفِ..
ألا فـأخبروني..
كيف تكون المرايا بلا عيوني..
والضوء تارة يورث فضله مخضبا..
وتارة أخرى يذيب ثلجا مركون بالحشا..
مـا هـذه العيون..
الفاتنـة..
الناعسة..
التي تمسك زمـام روحي..
وتسكب الدلال من غربةُ الخدود..
ومـا هـذه الفراشات التي ترف حول معصمي..
في هـذا الجنون..
أنا أحب..
أنا أذوب..
أنا أنتظر مـا لا أعرفـه..
مصغيا إلى مـا في القلب من أسرار..
مُحدّقًـا إلى مـا لا أراه..
كأن القلب مكبلا إلى قـوة غير منظورة..
والنبض ضَلَّ عـن الطريق..
يتمايل مُتهللا..
يأخذني ويملأ النور..
وتموج سنابل اليقظة..
ما هذا الذي أنـا فيه..
أخبروني..
هل هي قطرة من سنواتي ..
تسربت عبثاً في مسامات جسدي..
وبهدوءٍ..
تنظر من خللِ في أكداس اللامبالاةِ..
فالسهد اختفى وراء الجذوع..
لم يعد يحلق في البراري كل حال..
أمسك لجام قلبي..
والرعشة المزهوةً بين الأخريات تجيء ظَمْأَى..
تحول أعمارنا إلا أقمار..
تنجب بعدها أنجما..
فهل بينكم رادع بالمسك..
إذا ما مس الحب أطراف أنامله..
إذا ما ضن أنه بالهمس ينفق..
هل فيكم من لا يمخر عباب السماء..
ويجتاز الأسوار..
والأنهار..
ليلتقي صدفةٌ رائعةٌ..
تستطيب محاسنها بألف شفيع..
أنا في عراءِ الليل..
أرتجي..
رافعاً للمطر إنائي..
وبين مسامات شطآن وجهي..
يمرُّ الفصل الأخير على قلبي..
فيطرّزُ أيامي بالزهو..
وأرتّقُ في الحال قميص الأمنيات..
فتفتقُهُ الغيابات..
من يلمُّ البقايا..
غداً...ينتهي الحب مرغما
بقلم نبيل محمد