تربكني بما تَفتق من أسارى غرورها.. إنّي أمد أنفاسي التي احترقت بنورها..
فأجد حروفي مبعثرة..
وأيامي مبعثرة..
من الشحوب عليها زدنها غرقا..
يا للجنون..
كيف لوتر الحزن المكابر أن يكذب صوتها..
فلا حد لهوى المرح..
ولا رقيق الطبع يحصي ما أكابده..
وجع من ثناياها..
إِلى الناس أحكي..
دام ذاك المطر من غواديها..
فلا حد لتخطي ورد مسكون بالرجاء..
ولا دمع الناظرين يوافيني بأغراضي محببا..
جئتُ مرّة..
وقلت: _
أمطري عليّ بحرفك الندي..
فكلي شوقاً وذهنا حاشدا..
قالت: ـ
لعمرك والنبض ما نَبَا ريحُ الصَّبَا..
فراحت تعد ما في دفاترها..
أشواق الحب..
أشجان المسك..
والجوري...والقرنفل...والكادي..
فظلَّ نديمي يرف على رفارف حدائقها..
وبين كلماتها الناعمة البيضاء...
سألتني عن الساعة..
قلت لها:
مهلاً..
لقد أخطأتِ في الحساب..
قالت: ـ
إذا كحل الجفون فعين الشوق تَنظرنا..
قلت: _
ارتقاباً لهلالكِ الحسن..
في جيبي خوف قلبي..
ورحت أعدُّ..
أحزان الصبا، والتعب، وقائمة الغد..
والحروب اللعينة وحاجة الفقير والمطر..
فظلت تنوح الغضون كأنما الطير الحزين..
قلت: _
يا ظمآنُة القلوب..
وجه الملامة من ومض حراب..
لقد أخطأت والشهد في أكوابك..
ابعدي عنكِ دموعكِ..
تعالي..
نعدُّ ما في دفاترك من جديد.
نبيل محمد
حصري