أمي بخفتها المعتادة
تبادرني بفنجان قهوة
وهي تبتسم
فأقبل كفها الناعم
الذي يعالج صداعي الصباحي .
وأبدالها الابتسامة
.......
في الجهة المقابلة يسترخي والدي
على اريكته القديمة
أبي سمح المحيا
لم يكن يوماً كبقية الاباء
ذوي الوجوه العابسة
محب معطاء عطوف وكأنه
سقط السماء بيننا
إلا ان الأستياء بادياً على محياه
كان مستاءً .....!!!
صباح اليوم
ثم اخذ يتأفف قائلاً:
(كيف لأحد ان يقنع انساناً
ان ينسى ماضيه ان يدفن ذكرياته
هل يجب أن نعيش بلا شعور
ونتبلد لنهدأ
وتتحقق مطالبنا
لقد سئمت هذا الهراء)
عرفت حينها انه ممتعضٌ
من اخصائي اجتماعي
قاطع شدة انشغاله بالأخبار
ابتسمت وأنا أحاول
استعادة ابتسامته على وجهه البشوش
التي لا تكلفني سوى تعليق سخيف
بصوتي الخافت
فينظر اليّ بإعجاب
ويبتسم ويتغير مزاجه العكر
فيخالطني الشعور فجأة بأني لا أعرف
صوتي الذي اسمعه ..!
ليقع تساؤله البريء
على عاتق تفكيري المجهد
لوهلة تفهمت رغبة الأخرس بالصراخ؟
بذلك العجز وتلك القسوة
الماضي يمكن أن يكون شاقاً جداً
سواء كنت تجلس بهدوء على مقعدك
أو برفقة مجموعة من الأصدقاء
أو في مكان عملك
أو على سريرك وأنت تتمنى لنفسك ليلة سعيدة
ستظل اشباح الماضي تطاردك
ستبقى تذكرك بكل ما حدث فيه..
صدقت يا أبتي ..!
لم يكن الأمر عادياً، أن يصبح الماضي عادياً
بعد ألف معركة في عقلي
وألف كسر في قلبي
كنت أردد لا بأس بينما كل البأس هنا
صدقت ..!
كيف لنا ان ننسى كيف نتجنب
الاشخاص
أين هو الكمال الذي تحشرونه في اعيننا؟؟؟
كيف نجيب على كل هذه الأسئلة بدون ان نتوه
حسناً
من أنا ؟
أنا من تعلمت الصمت باكراً وتعلمت ابتلاع الأحاديث
رغم مرارتها
أنا من تعودت على الضحك في عز الإنكسار
أنا من أتقنت فن التعامل مع البشر
بحذر و تقبلت نواقصي و عيوبي بقناعة و فرح .
أنا أدمنت كتم فرحي و حزني و احتفظت به لنفسي
أنا من تخليت عن البحث عن كتف يسندني
لا يمكن لإنسان أن يحمل
في صدره كل هذا بمفرده
.......... لكنّي فعلت ..!
ربما المصالحه مع الذات اكبر قوه
تقف في صالحنا أحيانا
حتى نعي حقا حجم مايدور حولنا من احداث
وحروب تنهش داخلنا وبقوه ..
كم ظننا يوما أن السند كتف شخص
نرمي على مسامعه كل مانشعر به
من خيبات من انكسار وجروح
ولكن وجدنا أن ذاك الكتف المتين
كان هش للغايه عند أول خلاف بيننا
كانت جراحنا نقطه ضعف اعاد فتح
ثغورها بقسوه وتركها تنزف مجدداً
وبشكل أقوى من الفائت ..
ف الوقوف في صف الذات
القليل من يتقن هذا الدور
ف أنت وحدك من تدرك حجم مأساتك
من ترتب الكلمات داخلك للتناسب
مع ماتشعر به ، انت من تروض الحدث
ليكون درس ثمين اهدته الحياه لك
لتنهض من جديد وتمارس حياتك
ب أثار تلك الجروح المرسومه على وجهك
كعلامه تجاريه ..
انت وحدك من تختار النهوض لنفسك او السقوط
من تقف في صف معاركك الداخليه وتهزم
او ان تقف في وجهها وتنتصر ..
انت من تحدد كل ذاك بعيدا عن الحاجه ل أحد ما
ان كان داخلك ضعيف مهزوز
فلو أجتمع ألف كتف حولك والعالم ب أجمعه لمساندتك
فلن يستطيعون بث الامل داخلك ، ف الامل وحب الحياه ينمو من الداخل ..
عسيري ؛؛ ياروعه النص وجماله
كان حديث وافي لنفس انها المساند الاول لنا
ان زاحمتنا الافكار والمشاكل
أبدعت واكثر
يسلم القلم
تحيه وورد
ما ابهاك ايها المبدع
وما أروع ماكتبت
من كلمات لها
واحاسيس شفافة
تلون عبق العطر على شواطىء المخيلة
دام هذا الفيض
من الابداع الوارف
يسعد مساك
كاتبنا القدير
ياربّ صبراً منكَ ارتوي منه كلما
اشتقت لأختي وسكينة تنزل على قلبي عندمااحنٌ لرؤيتها اجعلني يالله
خيرُ اخت لها و لا تجعلني ألهُو عن دُعائي لها
رحلت عني ولم ترحل مني ربي انها ليست معي لكنها في
قلبي وفي دعائي اللهم ارحم اختي فقيدتي بقدر اشتياقي لها