شعر مهند بإهانة والده له حين اصطاده بمكان وهو يناول
فتاةً رقمه ويدرك والد مهند أن إبنه شاباً ذكياً ونبيهاً لكن
ليس عليه أن يستخدم ذلك في غير دراسته ويتعجب والد
مهند من قدرة إبنه على سرعة مناولة الفتاة والتي تقف
بجانب والدها ولم يكن يعلم مهند أن والده كان أيضاً في
مركز التسوّق الغذائي (سوبرماركت) وشاهده وهو يضع
رقم جواله في يد فتاة كانت تمشي مع والدها فتوجّه والده
وتحدث مع والد الفتاة أن إبنتك قد حصلت على رقم شاب
غير أن الفتاة كانت أنبه من الجميع فأخفت الرقم وأنكرت
أن الفتى كان يسعى للتعرّف عليها والغريب أن مهند واجه
والده أمام الجميع وأنكر ذلك الشي فصمت الأب وانسحب
مما جعل مهند يتجرأ على والده ويظن مهند أن وسامة
والده وأناقته كانت قد عرّفته على الكثير من البنات وبدأ
يشدّ على أمه في إنتقاد والده وما فعله: والدي بالأساس
ما دخل إلى السوق إلا ليرى النساء فحذرته أمه من أن أباه
لو سمعك تقول ذلك لأدّبك ... ليرمي على أمه كلمة
أوجعتها كثيراً حين وصفها بأنها نائمه ولا تدرين ما يفعله
أبي من وراءك ... وبدأ زملاء مهند يشجعونه على فرض
شخصيته على والديه فهو لم يعد صغيراً فزاد في مواجهة
والده ولأنه ذكي فهو يعرف متى ينفجر والده غضباً ولذلك
ومهما يشدِّد على والده إلا أنه لا يريد أن يصل معه إلى أن
يفرض والده شخصيته القويّة ويقسو عليه ويدرك مدى حب
والده الشديد له وانه إبنه الوحيد بسبب فشل عمليه للأم بعد
حمل خارج الرحم تسبب في عقمها وفي يومٍ شعر أنه آلم
والده بكلام أنه أنت السبب في عقم والدتي وحين إقترب
من غرفة والده ليعتذر لأبوه سمع بكاء والده وهو يبرئ
نفسه أمام زوجته بأنه لم يكن يعلم أن المستشفى (أغلقته
الدولة بسبب الشكاوي من تذمر الناس من فشل العمليات
الجراحية وأنه لم يخبره أحد وإلا ما كان ليسمح للإسعاف
أن تتوجه إليه ... يتبـــع بالأسفل
صباح اليوم التالي للذهاب للمدرسه قبّل مهند رأس والده
واعتذر منه فوجد يدا والده تنتفض ويقطّع الخبز وشعر أن
ألماً حادّاً يمزّق صدره وعيوناً مجهده قد اغرورقت بالدموع
لم يبق منه إلا واحده إرتمت على الصحن من جفن والده
ذهب مهند للمدرسه وتغيّرت حياته بعد أن أجهد قدمي
والده فيقترب من باب غرفة مهند وهو يخشى أن يكون
إبنه يتحدث بجواله مع أحد أو يشاهد تلفازاً أو حاسبه ...
وشعر مهند أن والده يتجنّب مواجهته حتى لو أغلق باب
غرفته بالساعات وبدأ محادثات طويلة مع أحد .... إلا
أن والده لا يزال يوقظ مهند لصلاة الفجر مع دعوات له
بالتوفيق بالصف الثالث ثانوي والا يقل معدله للدخول
للجامعه رغم ذكاء الإبن ونباهته وبالفعل حصل مهند على
إمتياز بدعوات وإهتمام والدين سخّرا كل شيء له وتخرّج
ودخل الجامعه وسعى والده جاهداً أن يبتعثه للخارج
وتم له ذلك لكن الأب حرص على تزويجه وبالفعل تم له
واستغرب مهند أن والده إختار نفس الجامعه التي تخرّج
أبوه منها وهنا بدأت الشكوك تعود إلى مهند وظنونه
خصوصاً عدم حضور والدته لتعيش معهم هناك ويذكر مهند
أن والده على علاقة بإبنة صاحبة السكن الذي كان والده
يسكن فيه وبذلك عاد إلى حبيبته التي إتضح أنها مغرمةً
بوالده وأن علاقةً كانت بينهما وأن أم مهند كانت تتضايق
من الفتاة ووجد مهند أن والده كان يغيب عنهم ثم يعود
معها من البيت الخلفي ويرتبك الأب حين يركض إليه مهند
في المرة الأولى حين زاره مع أمه خلال الإجازة الرسميه
... وبالفعل حجز لهم الأب بنفس المسكن رغم أن أم مهند
فضلت الجلوس بالرياض لمرافقة والدتها المريضه فأدرك
مهند أن الجو فرغ لوالده هناك خصوصاً تلك الحفاوة التي
أبكت الفتاة بقدوم والد مهند إليهم وترحيبها الحار بهم ...
وظل مهند يراقب والده الذي سكن في البيت الخلفي حتى
تفرغ له شقه مع ابنه العريس ولم يتركه مهند وظل معه
رغم عتب والده له بألا يترك زوجته لوحدها بغرفتها ويجلس
معهم ... رفض والده عذره أن ذلك بِرّاً ليقرر مهند مداهمة
المكان عليهم خصوصاً أن إبنة العجوز هناك المعجبه كثيراً
بوالده إلى درجة أنها تذوب مع حديثه وتنظر إلى عينيه
بحبٍّ كبير ... إنتظروني في الجزء الثاني / تحيتي لكم
دائما بين حروفك اجد روحا تتمزج بما بنا من وجدان
وشعور يخرج لنا بروعه البيان
ولكم تمنيت ان لا تنتهى بى الكلمات
فلا يسعنى غير قول الصمت فى حرم الجمال جمال
فدمت بكل تميز وابداع
كنت هنا
نايف عبدالعزيز