بينما يمر بسيارته الفاخره بإتجاه مكتبه كان يشاهد
فتاةً جميله تخرج من المدرسة ثم تنتظر والدها كي
يوصلها للبيت قبل أن يعود لعمله ... وما إن تمر
سيارته حتى تظل الفتاة تنظر إليها إلى أن
يغادر المكان وكان ذلك في كل يوم ولاحظ أنها
لا تفارق عينيها مروره بالمكان فشعر أن هذه
الفتاة معجبةٌ بسيارته الجميلة جداً وتستغرب من
يستطيع أن يشتري هذه السيارة الفاخرة وبدأ
يبتسم بوجهها وبدأت عينيها تحمل إبتسامةٍ له
فأخذت الفتاة تأسر قلب صاحبها ولا يعلم كيف
لهذه الصغيره أن تأسر تفكيره برغم أنه يسافر
للخارج لأجل حياة يجـدها مع صديقـات له
يسافر إليهن حين يرافقن أهلهن ويسكن
في نفس الفندق الذي يختاره الأهل فيوهمن
أهلهن أنهن نزلن للسوق القريب من الفندق
بينما ينتظرهن بجناحه وقد يسافر لأكثر من بلد
حين تسافر أكثر من صديقة له ... وكان ينتقي
صديقاته من الطبقات الثريه واللاتي لا يهمّهن
المادة بل يبحثن عن السعادة والذكريات الجميله
لكنه في هذه المرة جذبته عمق نظره وسحر عين
وكلما مرّ يجدها تنظر إليه حتى يغادر المكان
ولم يكن يبالي بها في البدايه رغم أن كيان
الفتاة يدل أنها تجاوزت الـ 25 سنه وليس17 عاماً
واستغرب يوماً وهي تركب سيارة والدها أنها
استمرت تنظر إليه ... وهنا بدأ يشغله التفكير في
تلك النظرات الجميلة حين تبتسم له عينيها
وأراد أن يلاطفها فأوقف سيارته ونزل ووضع
كيساً صغيراً لها لعلها تأخذه وبه عطراً نسائياً
باهظ الثمن وورقه بها رقمه وما إن غادر حتى
تراكضت نحو الهديه وأخذتها وفي اليوم التالي
بينما يمر بها وجدها تشير إلى كيسٍ مكان الأول
ووجد به كتاباتها عنه ووجد صورةً لها وأيضاً
منديلاً يحوي (أحمر شفتيها) ومكتوب بجانبه كلمات
للشاعر مساعد الرشيدي (رحمه الله) عين تشربك
شوف وعين تظماك لا ذبحني ظماك ولا رويتك ...
صدمته هذه الطفولة ببدائية أسلوبها رغم وسائل
التواصل الاجتماعي ... أخذ يفكر في هذا العبث
بينهما وكأنهم من العهد القديم بمثل هذه
السلوكيات ... فحاول أن يقطع هذا التواصل
البدائي معها وكيف له أن ينزل لأسلوب قديم
عفى عليه الزمن فأهملها ولم يعد يمر من ذلك
الطريق وبدأ يوبّخ نفسه على سلوك كان يقوم
به قبل 12 عاماً وأخذ يتحدث مع صديق له عن
سلوكه هذا فأخذ صديقه يضحك بشكل لم يكن
مقبولاً من هذا الشاب فأعتذر منه صديقه ....
ومضت أيام وبدأت الفتاة تشغل فكر عبدالواحد
لكنه تجاهل طريق الفتاة واعتبر تلك الهديه لها
على تحريك دماءً لم يشعر بها من قبل في قلبه
وبدأ يقلق عن عدم سبب إتصالها به والغريب
أنه بدأ يعتذر ممن يسافر لأجلهن ولا يعلم سبباً
لهذا الشيء فأخرج صورة الفتاة وأخذ ينظر إليها
ليجد طفله بين يديه ليست مؤهله للحب أو لعلاقه
رغم أن هناك في حياته شيئاَ يجعله يشعر بالفقد
أو ربما بعده عن حياة قد تكون جميله في نظره
لكنها ليست الحياة التي تحرك قلبه ... ذلك القلب
الذي توفر له كل شيء يبحث عنه الرجل إلا الحب ...
وأي حب يريده فالمال قد جلب له كل شيء
وأخذ يتساءل ماذا فعلت تلك الفتاة بي ...
وبيوم من الأيام وأثناء حضوره حفل لعبدالمجيد
عبدالله غنى أغنية عين تشربك شوف فأخذ يبكي
ولا يعلم أحداً سبب بكاؤه وبعدها تغيّرت حياته
وكأن تلك الفتاة ببدائيتها قد حركت دماءً لم يشعر
يوماً أن تحرّك قلبه وكم ندم الشاب على تمزيق
صورتها وإن كان يرى أن هذا الحب غير مبرر
بينهما لكنه غيّر حياته كلها ... إنتهت القصة
الله يسعدك يا بعدي على هذا الحضور الجميل
والتعليق الأجمل ... لقد كتبتها على عجل وربما
إختصرت القصة كثيراً حتى لا يشعر القارئ بالملل
كل المحبة والتقدير لك أخي سر الهوى
شكراً من القلب لك