عاش الفنان المصري أحمد زكي حياة زاخرة بالتفاصيل والتطورات قبل رحيله في شهر مارس من العام 2005 متأثرا بإصابته بسرطان الرئة، لتعود تفاصيل حياته إلى الواجهة من جديد عبر بوابة
كتاب يتناول سيرته، وقد أثار غضب أسرة الفنان الراحل. فما القصة؟
ونشر الكاتب محمد توفيق كتاباً بعنوان
“أحمد زكي 86” تضمن محطات من مسيرة “النمر الأسود”، وقد اعتبرته أسرة الفنان الراحل يحمل إساءات ومعلومات مغلوطة، مما اضطرها إلى تقديم دعوى قضائية ضد المؤلف.
تفاصيل الأزمة
في البداية، قالت شقيقة الفنان أحمد زكي، منى عبد الغني، في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن شقيقها نجم كبير قدّم أعمالاً فنية مختلفة ومن المفترض ألا يتم حصره في معلومات مسيئة على غرار أن “والدته لم تقم بتربيته وتزوجت بعد وفاة والده”.
وأضافت: “كان يتعين على المؤلف أن يرجع لأسرة أحمد زكي؛ لكي يساعدونه ويمدوه بالمعلومات التي يحتاجها حتى يظهر الكتاب بشكل جيد ويليق بمكانة الفنان أحمد زكي، لكنه قام بتشويهه وتشويه صورة والدته، مستخدماً معلومات مغلوطة”، على حد وصفها.
من بين تلك “المعلومات المغلوطة” التي وردت بالكتاب كما تقول منى، هي قول المؤلف إن والدة الفنان الراحل قد طلبت الطلاق، بينما في الحقيقة هي لم تفعل ذلك ولم تطلب الطلاق نهائياً، بل توفي زوجها. ومن المعلومات المغلوطة أيضاً أنه (زكي) رفض أن تزوره والدته للمستشفى، وهو أمر غير صحيح.
مرض “الإمبراطور”
وفي السياق، كشفت منى حقيقة عدم زيارة والدة أحمد زكي له أثناء تواجده بالمستشفى إبان فترة مرضه، موضحة أنه “في شهر مارس 2005 نشرت إحدى المجلات الفنية على غلافها عنواناً:
“أحمد زكي يصرخ عاوز (يريد) يشوف والدته”، فكيف يعقل أن يتم ترديد أنه رفض أن تزوره؟”
أما عن قصة زواج والدته، فقالت: “كان ذلك قبل 70 عاماً، كانت تتزوج المرأة في عمر الـ13 عاماً وعند وفاة والد أحمد زكي من حقها أن تتزوج مرة أخرى.. هو أمر شرعي تماماً وليس عيباً أو يشكل أي خطأ.. وقتها تربى زكي مع أفراد عائلته وحصل على “دبلوم صنايع” من محافظة الزقازيق، معنى ذلك أنه لم يعش مغترباً بعيداً عن أسرته، أو أن والدته قامت بطرده وتبناه أشخاص آخرون مثلما ذكر الكاتب أيضا في كتابه”.
النمر الأسود
على الجانب الآخر، ردَّ المؤلف محمد توفيق، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” على الجدل، قائلاً إنه لم يسئ بأي شكل من الأشكال للفنان أحمد زكي أو أسرته، زاعماً أن أسرة الفنان الراحل لم تقرأ الكتاب نفسه (فيما تقول شقيقته إنها قرأته ولهذا تحركت ضد الكاتب قضائياً).
وأشار إلى أن الكتاب يتحدث عن محبة “النمر الأسود”، ولم يتحدث عن والدته؛ كون الكتاب يبتعد عن السيرة الذاتية والحياة الشخصية.
وأضاف: “الكتاب يتحدث عن أحمد زكي في العام 1986 وتحديداً عن فيلم “البريء”، ومن خلاله يتحدث عن أعماله الفنية، لكنه لم يتطرق لحياة أحمد زكي من الميلاد حتى وفاته”.
وسأل المؤلف: “هل عندما ذكرت أن أحمد زكي تخرج في مدرسة صنايع، هل يشكل ذلك إساءة له؟”، ويقول إنه ذكر في كتابه نصاً: “ظل إحساس أحمد بالغربة يسيطر عليه، بل كانت تزداد حيرة الشفقة في عيون من حوله”، متسائلاً ما الخطأ أو الإساءة في تلك الجملة.
وأشار توفيق، إلى أنه لم تصله أية دعوى قضائية حتى الآن، ولم يحصل على أية أرباح مالية مقابل الكتاب، وذلك محبة في الفنان أحمد زكي، على حد قوله.
فيلم البريء
وعن عدم رجوعه لأسرة الفنان أحمد زكي لكي يحصل على المعلومات التي يريدها، أوضح الكاتب محمد توفيق بأنه “لم يتطرق في الكتاب لسيرته الذاتية لكي يرجع لهم، بل إنه تحدث عن فيلم البريء، وأسرة الراحل تجهل أي معلومات عن العمل”.
صراع على محبة “الإمبراطور”
وكشف المؤلف أنه “بصدد إقامة دعوى قضائية ضد شقيقة الفنان أحمد زكي”، متهماً إياها بـ “التشهير ضده”، فضلاً عن “إسائتها للفنان أحمد زكي عندما ذكرت في أحد البرامج بأن والدة أحمد زكي كانت سيدة فاضلة ترفض زيارة ابنها في المنزل حتى لا تُقابل الفنانات، وبذلك قد تكون أساءت لشقيقها وللفن”.