العُزلةُ والوحْدة " رقْصةُ الظِّلَّ مع الذَّات " ..

العُزلةُ والوحْدة " رقْصةُ الظِّلَّ مع الذَّات " ..

لَيْسَتْ الوِحْدَةُ غِيابَ الآخَرِينَ ، بَلْ هِيَ حُضُورُ الذاتِ بِقُوَّةٍ تُخَيِّمُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ . إِنَّها تِلْكَ الدَهالِيزُ الَّتِي نَسِيرُ فِيها مُحَمَّلِينَ بِأَسْئِلَةٍ لا تَجِدُ إِجاباتٍ وَأَجْوِبَةٌ تَبْحَثُ عَنْ سُؤالٍ يَلِيقُ بِها . أَمّا العُزْلَةُ فَهِيَ قَرارٌ صامِتٌ بِالاِنْسِحابِ مِنْ ضَجِيجِ العالَمِ ، كَأَنَّ المَرْءَ يُعَلِّقُ قَلْبُهُ عَلَى جِدارِ الزَمَنِ وَيُنْتَظَرُ أَنْ يَقْطُرَ مِنْهُ نُورٌ ما . فِي رِوايَةِ الحَياةِ ، قَدْ نَكُونُ شَخْصِيّاتٍ ثانَوِيَّةً فِي حِكاياتِ الآخَرِينَ لكِنَّنا نُصْبِحُ أَبْطالاً حِينَ نَخْلُو إِلَى أَنْفُسِنا . الوَحْدَةُ تُشْبِهُ مِرْآةً مُعْتِمَةً نَرَى فِيها أَشْباحَ ذِكْرَياتِنا ، بَيْنَما العُزْلَةُ نافِذَةٌ نُطِلُّ مِنْها عَلَى أَعْماقٍ لَمْ نَكُنْ نَعْرِفُ أَنَّنا نَحْمِلُها . يَقُولُ جُبْران :فِي صَمْتِكِ تَسْمَعِينَ أَغانِيَ الكَوْنِ وَكَأَنَّ الصَمْتَ لُغَةٌ نَتَعَلَّمُها لِنَفْهَمَ أَنَّ الوَحْدَةَ لَيْسَتْ فَراغًا ، بَلْ مِساحَةً تَفِيضُ بِالحِواراتِ الَّتِي لَمْ تَنْطِقْ . لكِنَّ الخَطِيرَ فِي الوَحْدَةِ أَنَّها قَدْ تَتَحَوَّلُ إِلَى سِجْنٍ مِنْ زُجاجٍ نَرَى مِنْ خِلالِهِ الحَياةَ تَدُورُ لكِنَّنا لا نَسْتَطِيعُ لَمْسَها . حِينَها تَصِيرُ العُزْلَةُ اِخْتِياراً مُرًّا ، وَالوَحْدَةُ قَدْرًا لا فِكاكَ مِنْهُ . نَقْرَأُ فِي أَدَبِ نِزار قَبّانِي : الوَحْدَةُ وَطَنٌ كَبِيرٌ .. أَيْنَما ذَهَبْتُ أَحْمِلُهُ مَعِي وَكَأَنَّ الإِنْسانَ يَحْمِلُ جُرْحَ الوَحْدَةِ كَجُزْءٍ مِنْ هُوِيَّتِهِ ، حَتَّى حِينَ يَمْتَلِئُ العالَمُ بِأَصْواتِ الحُبِّ وَاللِقاءِ . وَيَظَلُّ ثَمَّةَ جَمالٌ خَفِيٌّ فِي هظ°ذَيْنِ الرَفِيقَيْنِ الثَقِيلَيْنِ . فَالعُزْلَةُ وَحْدَها تَمْنَحُنا جُرْأَةَ مُواجَهَةِ ذَواتِنا بِلا أَقْنِعَةٍ وَالوَحْدَةُ وَحْدَها تَعَلَّمْنا أَنَّ الحَنِينَ إِلَى الآخَرِينَ هُوَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّنا ما زِلْنا أَحْياءً . فِي نِهايَةِ المَطافِ .. الوَحْدَةُ وَالعُزْلَةُ وَجْهَيْنِ لِعُمْلَةِ التَجْرِبَةِ الإِنْسانِيَّةِ . أَحَدُهُما يَحْمِلُ لَمْسَةً مِنْ الهُدُوءِ وَالسَكِينَةِ ، وَالآخَرُ يُنْذِرُ بِمَخاطِرِ الاِنْغِلاقِ عَلَى الذاتِ وَما يَهُمُّ أَنْ نَتَعَلَّمَ كَيْفَ نُوازِنُ بَيْنَهُما ، وَكَيْفَ نَسْتَغِلُّ اللَحْظاتِ الَّتِي نَعِيشُها بِمُفْرَدِنا فِي إِعادَةِ شَحْنِ طاقَتِنا الداخِلِيَّةِ دُونَ أَنْ نَجْعَلَها سِجْناً يُقَيِّدُ حُرِّيَّةَ ذلِكَ الوُجُودِ الإِنْسانِيِّ الَّذِي يَبْحَثُ عَنْ مَعْنىً فِي بَحْرِ الفَراغِ . رُبَّما عَلَيْنا أَنْ نَتَعَلَّمَ الرَقْصَ مَعَ ظِلِّنا ، فَلَيْسَ كُلُّ ما يَخْتَفِي وَراءَ الصَمْتِ مَوْتٌ وَلَيْسَ كُلُّ ما نَراهُ فِي المِرْآةِ غِيابٌ . قَدْ نَكْتَشِفُ أَنَّنا لَسْنا وَحْدَنا ، بَلْ نَحْنُ بِبَساطَةٍ نَرْتَدِي ثَوْبَ الوَحْدَةِ كَيْ نَرَى أَنْفُسَنا بِوُضُوحٍ قَبْلَ أَنْ يَبْتَلِعَنا ضَجِيجُ العالَمِ . " نِثَارُ الْغَيْم "

المُحال ,قنوت ,راشد ,كاسب الود ,كراميلا ❥ ,توليب ,غنى معجبون بهذا

المصدر: منتديات زاخر الغيم

مبدعه زمرد
دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع والتميز
لك مني كل التقدير

توليب معجب بهذا

حرف يستقر في عمق السماء
أنيق ساحر عسجدي البناء
دمت ودام مداد قلمك النديّ
ولقلبك السعادة
تم الختم والرفع واضافة المكافأة
مع كل الود

توليب معجب بهذا

كل الشكر والامتنان لك على روعة البوح
وروعة مانــثرت .. وجماليهـ الطرح
دائما متميزة في العطاء
سلمت وسلم المداد واحساسك
طرح مكتمل بحسن البلاغة وعمق المعنى
نترقب المزيد من جديدك
تحياتي والشكر بلا انتهاء

إنُتقِآءَ يُعآنِقَ السُمآءَ تُميزِاً’..
طُرحَ رآُقيَ كـ رُقيَكّ’,.
دُمتَ نهُِراً جُآرفَاً يُروُينَآ بُروآئَعكّ

زمرد
موضوع راقي وهادف
مُترَفةً دَوحَتكْ بِما هُو جَميلْ
اَشْكُرك لْرَوعَة طَرحُكْ العُطْر
لِرُوحكْ وَردْ وَوِد

عطاء سخي وحضور عطر
لروائعك وجميل الدرر نترقب
لك ولسموك كل التقدير

دائما متميز في الإنتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
لكـ خالص إحترامى

رووعه
جداول الألق تنساب من بين أناملك
تُغلّف المكان بوشاحٍ من نور
ممتنة لبذخ العطاء
لا جفّ لك مداد

دام التألق ودام عطاء نبضك
كل الشكر لهذا الإبداع والتميز
لك مني كل التقدير