استهدف هجوم «ضخم» بمسيّرات روسية كييف أمس، وأدى إلى جرح شخصين وإلحاق أضرار بمبانٍ والتسبب بحرائق في عدة أحياء، في وقت قال رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو إن الغرب يجب أن يتفاوض مع موسكو بشأن أوكرانيا من أجل تجنب «تدمير الشعب الأوكراني».
وقالت الإدارة العسكرية في العاصمة كييف عبر تطبيق تلغرام إن الدفاعات الجوية دمرت أكثر من 30 مسيرة في أجواء المدينة وضواحيها.
وأوضحت أن المسيّرات كانت تصل «على شكل أسراب، من اتجاهات مختلفة»، وحلّق بعضها على ارتفاع منخفض جداً لجعل رصدها أكثر صعوبة.
وبدأت الهجمات بعيد منتصف الليل واستمرت أمس، بحسب شهود برس الذين سمعوا أصوات مسيرات أثناء مرورها فوق وسط المدينة، وطلقات الدفاعات الجوية التي حاولت إسقاطها، ودوي انفجارات.
وسقطت شظايا مسيرات في ست مناطق في كييف من أصل عشر، ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح لا تهدد حياتهما، بحسب الإدارة العسكرية. وأفادت بلدية المدينة بأن الهجوم تسبب بنشوب حريق في مبنى سكني مكون من نحو ثلاثين طابقاً في وسط المدينة، ما استدعى إجلاء السكان.
وفي أحياء أخرى، طالت حرائق عيادة خاصة ومركز أعمال ومحطة وقود ومنازل، بحسب بيان صادر عن البلدية.
خياران
وصرّح رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، خلال اجتماع لمسؤولين أمنيين من دول مجاورة لروسيا: «الآن بما أن الوضع في ساحة المعارك ليس مواتياً لنظام كييف، أصبح لدى الغرب خياران: مواصلة تمويله (أوكرانيا) وتدمير الشعب الأوكراني أو الاعتراف بالواقع الراهن وبدء التفاوض».
جاءت تصريحاته في اجتماع لتحالف عسكري من الدول السوفييتية السابقة، وحسب شويغو فإن «الغرب يفقد زعامته الاقتصادية والسياسية والأخلاقية»، وأن الآمال الغربية في هزيمة روسيا «فشلت».
أكد الكرملين أول من أمس أنه سيحكم على الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي أعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، على أساس أفعاله. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، لصحافيين: «سنستخلص استنتاجات مبنية على خطوات وكلمات ملموسة».
وأصر ترامب مراراً على أنه يستطيع إحلال السلام في أوكرانيا خلال «24 ساعة»، دون أن يوضح كيف، لكنه ينتقد حجم المساعدات التي تقدم لكييف، كما أدلى بتصريحات مدح فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
تسريع المساعدات
في الأثناء، قال مسؤولون أمريكيون إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تعكف على تسريع إرسال ما تبقى من المساعدات الأمنية والعسكرية إلى أوكرانيا، والتي تتجاوز قيمتها 6 مليارات دولار، قبل تنصيب دونالد ترامب المقرر في يناير.
ونقلت تقارير عن مسؤولين في إدارة بايدن قولهم إن هذه الخطة تواجه تحديات كبيرة، لكنها «الخيار الوحيد المتاح أمام البيت الأبيض لمواصلة إرسال المعدات إلى أوكرانيا ومواجهة الهجمات الروسية المتواصلة».
عقبة كبيرة
ويواجه تسريع إرسال هذه المساعدات عقبة كبيرة تتمثل في أن الولايات المتحدة لا يمكنها إرسال سوى المعدات المتوفرة حالياً في مخازنها.