في بداية فترة ولايته الأولى عقد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، اجتماعات مع زعيم كوريا الشمالية "كيم جونغ أون"، لكنها فشلت في تحقيق نتائج مرضية لواشنطن.
ويرى مراقبون أنّه مع إعادة انتخاب "ترامب" العام 2024، قد تتجدَّد المفاوضات بين الجانبين مع الإدارة الجديدة بشأن الوضع النووي لكوريا الشمالية والقوات الأمريكية في اليابان وكوريا الجنوبية.
وقال "ترامب" لـ"فوكس نيوز"، الشهر الماضي: "كنا سنخوض حربًا نووية يُقتل فيها الملايين من الناس.. ثم عندما ذهبت إلى هناك كنت على وفاق كبير مع كيم جونغ أون".
وفي هذا العام وقعت كوريا الشمالية معاهدة دفاع مشترك مع روسيا، واتخذت خطوة غير مسبوقة بإرسال آلاف الجنود لدعم موسكو في حرب أوكرانيا؛ وفقًا لمسؤولين في واشنطن وسول وكييف.
ودعمت روسيا كوريا الشمالية من خلال تزويدها بالنفط وغيره من الواردات، وصوتت ضد تمديد تفويض لجنة من الخبراء كانت تراقب انتهاكات عقوبات الأمم المتحدة؛ وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".
وبحسب الوكالة: فإن الدبلوماسيين في "سول" وغيرهم من مراقبي شؤون كوريا الشمالية يقولون إن تعليقات ترامب تشير إلى أنه قد يتطلع إلى تجديد اللقاء مع كيم عاجلًا أم آجلًا.
يقول "رامون باتشيكو باردو" من كينغز كوليدج في لندن: "يشعر ترامب أن تواصله كان ناجحًا خلال رئاسته الأولى؛ إذ أحس أنه حل القضية النووية الكورية الشمالية، بالإضافة إلى ذلك جذبت قمم ترامب مع "كيم" اهتمامًا إعلاميًّا كبيرًا، وهو ما يستمتع به جدًّا"؛ وفق ما نقلت عنه وكالة "رويترز".
وقال مسؤول سابق في إدارة "ترامب" الأولى للوكالة: إن كوريا الشمالية وأوكرانيا والصين وإيران وغيرها من النقاط الساخنة كانت مترابطة إلى حد مثير للدهشة خلال إدارة ترامب الأولى.
وأضاف المسؤول السابق: أن "الرئيس ترامب يواجه مشهدًا جيوسياسيًّا مختلفًا عما كان عليه الأمر في 2021"، مشيرًا إلى أن أي تواصل جوهري مع كوريا الشمالية سيحتاج إلى التريث قليلًا.
وأوضح مصدر دبلوماسي في "سول" أن علاقات كوريا الشمالية مع روسيا إلى جانب عدم القدرة على التنبؤ بسياسات إدارة ترامب الجديدة؛ تشكل تحديًا جيوسياسيًّا يجعل المسؤولين والدبلوماسيين من أوروبا إلى آسيا في حالة من الارتباك.
وقال "دويون كيم" من مركز الأمن الأمريكي الجديد: إن كوريا الشمالية يبدو أنها لا تهتم بمن يجلس في البيت الأبيض؛ لأن "كيم" أوضح أن بيونغيانغ ستمضي في برامجها النووية، وهو يحظى بدعم الصين وروسيا.
ويرجح "باردو" أن كوريا الشمالية سترغب على الأقل في الجلوس مع الولايات المتحدة لمعرفة ما قد يعرضه ترامب؛ إذ إن العلاقات الجيدة مع واشنطن هي السبيل الوحيد لرفع بعض العقوبات، لافتًا إلى أن ترامب قد يعترف حتى ببيونغيانغ كقوة نووية؛ وفق "سكاي نيوز عربية".
وقال "بروس كلينغنر" المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية، والذي يعمل الآن مع مؤسسة هيريتيج: إن كيم قد يرى جانبًا إيجابيًّا في التواصل مع ترامب.
وأضاف "كلينغنر": "قد يطرح كيم اتفاق سلام أو معاهدة سلام على ترامب؛ باعتباره إنجازًا كبيرًا يستحق جائزة نوبل للسلام، رغم أنه لن يجدي في الواقع في الحد من التهديد الذي تواجهه الولايات المتحدة وحلفاؤها. وقد يضع مثل هذا الاتفاق الأساس لتقليص عدد الجنود الأمريكيين في كوريا الجنوبية واليابان".