عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-23-2025, 01:22 PM
زمرد متواجد حالياً
Awards Showcase
 
 عضويتي » 9
 جيت فيذا » Aug 2022
 آخر حضور » اليوم (01:53 AM)
آبدآعاتي » 1,268,629
 مواضيعي » 3212
الاعجابات المتلقاة » 15689
الاعجابات المُرسلة » 484
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الأدبي ♡
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » زمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond repute
مشروبك   water
قناتك fox
اشجع hilal
مَزآجِي  »  1
 
افتراضي "العَائدَ مِنَ الموْت .."رسائِلُ الشَّفقْ؛/ مِحْرابٌ مُبتَّل..












"العَائدَ مِنَ الموْت .."رسائِلُ الشَّفقْ؛/
"ثمة أرواحٌ لا تموت حين تموت، بل حين تكفّ عن الأمل...
وثمة حزنٌ لا يُرى في العين، بل يبيت في العظم، كجمرة لا تنطفئ .
ظنّ أن الموت خلاص
فلمّا اقترب منه، أدرك أن الحياة رغم قسوتها
كانت أجمل مما تخيّل."

"العَائدَ مِنَ الموْت .."رسائِلُ الشَّفقْ؛/
تآكلت أضلاعه من كثرة ما احتضنَ الهمَّ كطفلٍ يتيمٍ لا يكفُّ عن البكاء
يتغذّى على أنينه ويُلبِسهُ من صمته كساءً رماديًا لا يقيه حرّ السؤال ولا صقيع الوحدة .
إذا ضحك.. سقطت من فمه شظايا وجع؛ وإذا تنفّس.. خرجت من صدره رائحة شوقٍ محنّطة
كأنّ صدره تابوت حنينٍ مغسولٍ بماء السأم .

أرهقته الحياة كعجوزٍ كسيحٍ يمشي على عكّاز من قصب، يُساق بلا هوادة في سوق خيباته
يشتري الأمل بثمنٍ باهظ.. ويبيعه دومًا بثمنٍ أبخس من ندم .

كل مساء.. كان يجلس تحت نافذة السماء؛، يرفع رأسه نحو كواكب لا تعبأ
ويقول:
"يا موت، إن كُنت مارًّا بهذه الجهة، فخذني خفيفًا كما تأخذ الريح ورقة يابسة
لا صخب، لا دم، لا بُكاء."

وحين جاءت الليلةُ المُشتهاة…
ليلٌ بلا نجوم، الريح تنفخُ في شبابيك الذاكرة.. والسماء قد سقطت من أعينها دمعة برق .
وفجأةً، جلس الموت بجواره .
لم يكن ذا هيبة.. بل ذا سكونٍ مروّع؛، كظلٍ لا يعكس نورًا ولا ظلمة.

قال له الموت بصوتٍ كالصدى:
"جئتك وقد دعوتني . أتراك لا تزال راغبًا في الرحيل؟"
ارتجف.. لكنه قال بلهجة من تعوّد الخسارة:
"نعم، خذني.. فقد جفّت ينابيعي، وتيبّست في قلبي حتى الزهور الذابلة."
فمدّ الموت يده.. لم تكن يدًا بل كانت شيئًا يشبه الغياب…
وما إن لمس كتفه، حتى انسكبت في روحه مشاهد:
ضحكة ابنته الصغيرة وهي تركض نحوه، كوب الشاي الذي نسيه على النافذة ذات شتاء
رائحة أمه حين كانت تُقبّله، رسالة قديمة لم يفتحها، كتاب على رفّ لم يُقرأ بعد
عناقٍ مؤجل، و "أحبك" نُسيت في الحلق .

صرخ فجأة.. لا بكلمات، بل بارتجافة الروح:
"انتظر…
أريد أن أبقى قليلًا.. فقط قليلًا.. لعلني أُكمل قبلةً لم تكتمل، حلمًا لم يُروَ، أغنيةً لم تُغنَّ."

نظر الموت إليه بعينٍ لا تُبصر، لكنه قال:
"علمتُ أنكم لا ترغبون بي إلا حين تُغلقون النوافذ
وما إن تُفتح شقوق الضوء، حتى تفرّوا إلى الحياة كفراشات خائفة."
ثم مضى…

وبقي جالسًا…
لم يتبدّل شيء، لكن كلّ شيء تغيّر.
صار يُصغي لهديل الحمام كما لو أنه نشيدٌ مقدّس.. يتناول قهوته كأنها نبيذ الخلاص
يبتسم للمارّة كمن يعيد السلام إلى العالم .
ولما سأله أحدهم:
"أراك مختلفًا، ما بك؟"
أجاب:
"صافحتُ الموت ليلةً.. فأدركتُ أن الحياة وإن كانت ثقيلة
فإنها لا تزال تُجيد الرقص على حوافّ النهايات."

"العَائدَ مِنَ الموْت .."رسائِلُ الشَّفقْ؛/
منذ أن مرّ الموت بجواره ولم يأخذه
وبعد أن صافحه ثم أفلت يده
صار لا يخاف الرحيل.. لكنّه أيضًا لم يعد يتمنّاه
كمن ذاق طرف الغياب
ثم عاد ليعانق الحياة، لا لأنها خفيفة
بل لأنها.. برغم ثقلها لا تزال قادرة على أن تُدهش."
يهمس كل صباح:
طالما أنفاسي لم تخُنّي.. فثمة ما يستحقّ البقاء."


" نِثَارُ الْغَيْم "
"العَائدَ مِنَ الموْت .."رسائِلُ الشَّفقْ؛/






 توقيع : زمرد










رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ زمرد على المشاركة المفيدة:
 (يوم أمس),  (06-23-2025)