06-23-2025, 11:40 AM
|
#4
|
التسكّعُ.. وجهٌ غير مألوف للحنين
لكنه أكثرها مكرًا ودهاء .
رأسٌ لا يهاجمني.. بل يصحبني كصديق قديم
يمشي بجانبي,، يصمت معي
يُشير فجأةً إلى رصيف.. فينهار قلبي دون صوت .
الحنينُ هذا اليوم/..
لم يُهاجمني..
بل سارَ بجانبي كظلٍّ لا يُلقي السلام
وهمسَ لي: "لِنتمشَّ قليلاً."
تسكّعنا في الطرقاتِ التي حفظتُ أسماءَها من شدةِ التكرار
لكنّي اليومَ نسيتُها
كأنّ الحنين هو من كان يقودُني .
مررنا بمقعدٍ خشبيٍ لا يزالُ يحتفظُ بحرارةِ حديثٍ قديم
وحيّينا بابًا صدئًا يُشبهُ آخر وداع
ثمّ دخلنا زقاقًا ضيّقًا
شممتُ فيه رائحةَ صوتِه .
لم نقل شيئًا..
لكنّي كنتُ أُحدّقُ في الأرصفة
كأنّي أبحثُ عن جملةٍ سقطت منّا ذات مساء .
الحنينُ حين يتسكّع..
لا يُريدك أن تبكي
بل أن تُرهَق من الفراغ
أن تعودَ إلى البيت متعبًا
كأنّك ركضتَ خلفَ أحدٍ لن يأتي .
|
|
|
|