عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-25-2025, 02:47 PM
زمرد متواجد حالياً
Awards Showcase
 
 عضويتي » 9
 جيت فيذا » Aug 2022
 آخر حضور » يوم أمس (08:58 PM)
آبدآعاتي » 1,268,634
 مواضيعي » 3213
الاعجابات المتلقاة » 15727
الاعجابات المُرسلة » 484
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
آلقسم آلمفضل  » الأدبي ♡
آلعمر  » 17 سنه
الحآلة آلآجتمآعية  » مرتبط ♡
 التقييم » زمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond reputeزمرد has a reputation beyond repute
مشروبك   water
قناتك fox
اشجع hilal
مَزآجِي  »  1
 
افتراضي الألم.. إحساسٌ وعاطفةٌ في آنٍ واحد .












الألم.. إحساسٌ وعاطفةٌ واحد

الألم؛، ذاك الشعور الغائر في الأعماق، ليس مجرّد انفعالٍ جسديٍّ طارئ
بل هو عاطفةٌ متجذّرة؛، تعبر الجسد لتستقرّ في الروح.. كأنّه لغةٌ سرّيةٌ
تُفصح بها النفس عن كسرٍ ما.. عن فقدٍ ما أو عن خيبةٍ .
الألم ليس نقيضُ الحياة.؟ بل هو دليلها؛، لولاه ما عرفنا العافية، ولولا وجعه الصادق
ما شعرنا بحقيقة الوجود . ففي كل وخزةٍ درسٌ.. وفي كل دمعٍٍ حكمة .
الألم.. إحساسٌ وعاطفةٌ واحدالألم بين العلم والإيمان.
علميًّا؛، يُعرّف الألم بأنّه..
"تجربة حسية وعاطفية غير سارة ترتبط بتلف نسيجي فعلي أو محتمل"
أي أن الألم ليس فقط ما يشعر به الجسد عند الإصابة،

بل يشمل أيضًا الأبعاد النفسية والعاطفية المصاحبة له.
ولهذا قد يشعر الإنسان بألمٍ شديدٍ من فقدانٍ أو من خيانةٍ غير متوقعة،

أو من خذلانٍ لا يُرى في الأشعة لكنه يُحفر في الذاكرة كندبة لا تندمل .
ومن منظور الإيمان.
فإن الألم ليس عبثًا، بل ابتلاءٌ فيه تكفيرٌ، ورفعة.
عنْ أَبي سَعيدٍ وأَبي هُرَيْرة رضيَ اللَّه عَنْهُمَا عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
الألم.. إحساسٌ وعاطفةٌ واحدمَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن وَلاَ أَذًى وَلاَ غمٍّ
حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه
الألم.. إحساسٌ وعاطفةٌ واحد متفقٌ عَلَيهِ.
أيُّ لُطفٍ هذه في التعامل مع الألم.! فكل تنهيدةٍ يُسجّلها الله،

وكل خفقة قلبٍ موجوعة تُكتب في صحيفة الصابرين .
الألم.. إحساسٌ وعاطفةٌ واحدالألم بوصفه معلمًا.

في التجربة كثيرًا ما يُثمر الألمُ وعيًا. فالأشخاص غالبًا ما عبروا من بوابة الألم وذاقوا من كأسه.
الألم يُعلّمنا الصمت حين لا يجدي الكلام، ويُعلّمنا الصبر حين تضيق بنا السُّبُل
ويُعلّمنا كيف نُعيد بناء أرواحنا بيدين مرتعشتين .
يقول الأديب جبران خليل جبران:
الألم.. إحساسٌ وعاطفةٌ واحدإنَّما يُعرِّفُنا الألمُ بأنفسنا، ويفتح أعيننا لنُبصر أعماقنا.الألم.. إحساسٌ وعاطفةٌ واحد
وكم من فنانٍ لم تُزهر ريشته إلا حين اختبر فاجعة، وكم من شاعرٍ
لم يَكتب أصدق بيتٍ إلا تحت وَطأة ألمٍ لا يُطاق.
الألم.. إحساسٌ وعاطفةٌ واحدالألم في عيون العظماء.

لو تأمّلنا سِيَر الأنبياء والعظماء، لوجدنا الألم حاضرًا لا بوصفه نقمة، بل طريقًا إلى النور .
موسى عليه السلام عاش اليُتم والخوف والمنفى؛، ويوسف عليه السلام خُذِل من إخوته وسُجن ظلمًا
ومحمدٌ صلى الله عليه وسلم ولد يتيمًا وأمّه ماتت وهو صغيرًا .
ترك مكة المكرمة؛، وهي أحب البقاع إليه وإلى الله حين أُخرج منها .
عَنْ عبداللَّهِ بْنِ عَدِيِّ ابْنِ الْحَمْرَاءِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ï·؛ يَقُولُ وَهُوَ وَاقِفٌ بِالْحَزْوَرَةِ فِي سُوقِ مَكَّةَ:
الألم.. إحساسٌ وعاطفةٌ واحدوَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ.
الألم.. إحساسٌ وعاطفةٌ واحد
رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ .
كلّ تلك الأحزان كانت سبيلًا للرفعة، لأنّ الألم ليس نهاية.. بل بداية.
همسة.
الألمُ ليس ضعفًا.. بل دليلٌ على أنّ في القلب حياة، وأن في الروح عُمقًا

لم تلمسه الابتسامات العابرة .
فلنُصافح آلامنا كما نُصافح أفراحنا؛، ولنحملها بكرامةٍ لا تشتكي، بل تُنضج .
فما دام في القلب نبضٌ.. فإن الألم ليس سوى ترجمةٍ أُخرى للحب..

للذكرى وللإنسانية التي تسكننا .
الألمُ وإن أوجع هو أحد أصدق مرايا النفس؛ به نَكبر وبه نَطهّر .
الألم.. إحساسٌ وعاطفةٌ واحد
" نِثَارُ الْغَيْم "








 توقيع : زمرد










رد مع اقتباس
5 أعضاء قالوا شكراً لـ زمرد على المشاركة المفيدة:
 (05-27-2025),  (06-03-2025),  (05-26-2025),  (05-26-2025),  (05-31-2025)