03-02-2025, 09:17 PM
|
|
|
|
|
عضويتي
»
9
|
جيت فيذا
»
Aug 2022
|
آخر حضور
»
اليوم (12:37 AM)
|
آبدآعاتي
»
1,193,223
|
مواضيعي
»
3181
|
الاعجابات المتلقاة
»
15335
|
الاعجابات المُرسلة
»
324
|
حاليآ في
»
|
دولتي الحبيبه
»
|
جنسي
»
|
آلقسم آلمفضل
»
الأدبي ♡
|
آلعمر
»
17 سنه
|
الحآلة آلآجتمآعية
»
مرتبط ♡
|
التقييم
»
         
|
|
|
|
مَزآجِي
»
|
|
|
|
رمضان مدرسة الروح " توازن بين الجسد والعقل والقلب "
رمضان ليس مجرد شهر للصوم عن الطعام والشراب، بل هو محطة روحية سنوية
تُعيد صياغة الإنسان من الداخل. عبر امتناعه عن الحاجات الجسدية وانعتاقه
من سلطان الأفكار السلبية،يكتشف الصائم جوهره الحقيقي، كائنًا متوازنًا
يجمع بين الجسد والعقل والروح.
الجسد:تحرير من عبادة الشهوات .
يبدأ الدرس الأول بالتحرر من سطوة الجسد، فالصوم يقلب المعادلة
الجسد الذي اعتاد التمركز حول شهواته يصبح أداةً لترويض الذات.
يقول الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
هنا، يصبح الامتناع عن الطعام وسيلةً لتعزيز التقوى، لا هدفًا بذاته.
الصائم يتعلم أن الجسد وعاءٌ للروح، لا سجنًا لها. فالإفطار الجماعي
وتفطير الصائمين ،وتحويل الطاقة الجسدية المكبوتة إلى عطاء،
كلها مظاهر تُذكِّر بأن الجسد خادمٌ للقيم، لا سيدٌ لها.
العقل: انعتاق من استعباد الأفكار .
أما الدرس الأعمق، فهو تحرير العقل من الاستعباد الفكري.
في رمضان، يتدرب المرء على مراقبة أفكاره، كالخوف من الجوع أو التعلق بالماديات
فيحوّلها إلى فرصٍ للشكر والتأمل. فقد ورد في الحديث النبوي: الصِّيَامُ جُنَّةٌ
يرمز إلى أن الصوم درعٌ ضد الأفكار الهدّامة. فبدلًا من أن يكون العقل أسيرًا
للقلق أو الجشع، يصبح أداةً للتسامح وتركيز الذهن في العبادات.
الصائم الذي يلهج بالدعاء عند الإفطار، أو يتأمل في معاني الآيات
أثناء التراويح يدرك أن العقل المُنَظَّم بالروح يصنع حياةً متوازنة.
الروح:اكتمال الدائرة الإنسانية .
الدرس الجامع هو أن الإنسان كيانٌ متكامل.
فالصوم يربط بين ضبط الجسد وتحرير العقل لترتقي الروح.
في ليالي رمضان، تتحول العبادات من طقوسٍ فردية إلى حوارٍ جماعي
مع الذات والآخرين. الزكاة وقيام الليل وصلة الرحم تجسّد وحدة الجوانب الإنسانية
الجسد يخدم، والعقل يتفكر، والروح تتصل بالخالق.
هذا التوازن هو غاية التربية الرمضانية، حيث يصبح الصائم مثالًا للإنسان
الذي لا تستعبده المادة ولا الأفكار، بل يسمو فوقهما لتحقيق "التقوى" بمعناها الشامل.
ختامًا ..
رمضان مدرسةٌ تعلمنا أن الإنسان الناضج هو من يوائم بين حاجات جسده
وتفكيره، وروحه. فكما يفرّغ الصوم الجسد من الطعام ليمتلئ بالإيمان
يفرّغ العقل من الهواجس ليمتلئ بالحكمة.
همسة ..
رمضان يعلمنا أن الإنسان ، ليس جسدًا يملؤه الطعام ، ولا عقلا تستعبده الأفكار .
ليست محصورةً في شهرٍ واحد، بل هي نمط حياةٍ يدعونا لنسخره طوال العام.
فلنحمل من رمضان شعلةً نضيء بها طريقنا نحو ذاتٍ متحررة، متوازنة، ومتصلّةٍ بربها.
" نِثَارُ الْغَيْم "
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
4 أعضاء قالوا شكراً لـ زمرد على المشاركة المفيدة:
|
|
|