02-24-2025, 08:46 PM
|
|
|
|
|
عضويتي
»
9
|
جيت فيذا
»
Aug 2022
|
آخر حضور
»
اليوم (12:29 AM)
|
آبدآعاتي
»
1,268,634
|
مواضيعي
»
3213
|
الاعجابات المتلقاة
»
15730
|
الاعجابات المُرسلة
»
484
|
حاليآ في
»
|
دولتي الحبيبه
»
|
جنسي
»
|
آلقسم آلمفضل
»
الأدبي ♡
|
آلعمر
»
17 سنه
|
الحآلة آلآجتمآعية
»
مرتبط ♡
|
التقييم
»
         
|
|
|
|
مَزآجِي
»
|
|
|
|
مِرْآةُ السَّراب " رقصةُ النَّارِ على جمرِ الهويَّةِ "..
الحرُّ ليْس سُكونًا ، بلْ رقْصةُ موْتٍ لوْلبِيَّةٍ تسْحقُ كُلَّ ما في طرِيقِها !.
هذا اليومُ يتأفَّقُ بِشُهُوبِ لظاه ، يتلظَّى العرَاء تحْت سطْوةِ الشَّمسِ المٌتوحِشةِ
كأنَّها صِيغتْ من نُضارِ النَّارِ وأشْركتْ فِي الفضاءِ سِجالًا مِن الجمْرِ المُتهيِّجِ .
تتنفَّسُ الأرضُ زفِيرًا مُلتهِبًا ، والسَّماءُ ترتدِي بُرقعًا بيضاوِيًّا مُصْمئلًّا لا يُرْأمُ لظاه
فالشَّمسُ فيهِ كالملكِ الجبَّارِ ترمي بِأسهُمها الذَّهبِيَّةِ الّتي تخترقُ الأجْساد والأَرْواح .
والهواءُ يُراوِغُ كالسَّرابِ ، أو كتيَّارٍ لولبِيًا يمتزِجُ بالحرِيقِ ، يتمخْرطُ في فلكٍ من الحرُور،
كائنٌ مُتمرِّدٌ يلْتوِي ويتقلَّبُ بِعُنْفٍ ، كأَنَّهُ يُحاوِلُ فتْك الأرضِ ومنْ عليها
يُذِيبُ صُخور الظِّلِ ، ويحبِسُ الأنفاس في صدْرٍ كالرَّصاصِ المصَّهُور .
حتَّى الذُّبابُ يسكُتُ عنْ همهمتهِ ، والهوامُّ تنطوي على صمتٍ كالجمرِ المُتواري
والحصى تشكُو بصوتٍ خفيٍّ إلى سماءٍ لا تُجِيب .
تهُبُّ كأنَّها جُنودُ القيْظِ المُتمرِّدة ، تقطعُ الفلاةَ بأَسنانٍ من جمرٍ ، فتحفرُ في الوجُوهِ
خُطوط العذابِ ، وتُذيبُ ظلَّ الحياةِ كما تُذيبُ الشَّمسُ شمعةِ الوقتِ .
الهواءُ في رحمتِها سرابٌ مُتلظٍّ يسرِقُ البلل منَ الأجفانِ
ويحبِسُ الرُّطُوبة في صدرِ الأرضِ المُتشقِّقِ .
تجعلهُ السَّماء مِطْرقةً منْ نُحاسٍ ، والأَفق مرْآةً مُشعلةً ترجِمُ العُيون بشرارِها .
كأنَّها لعنةٌ قديمةٌ تمشي على رجلين منْ نارٍ، تترُكُ خلْفها رماد الأحلامِ
وصمتُ الكائناتِ الَّتي لا تجِدُ حِيلةً إِلَّا أن تتحوَّل إلى تُرابٍ صامتٍ .
هذا الجوُّ ليس إلا وحْيُ القيْظِ المُتنطِّس ، يُحاكي لُغزًا منْ لُغزِ الجحيمِ
حيثُ الحرارة تسطعُ كسيفٍ مسلُولٍ لا يُرديهِ إلَّا غُيوب اللَّيلِ البهيمِ .
كانت الشَّمسُ ترقُصُ رقصةُ الْموتِ ، تسحقُ بقدميها كُلَّ ظِلٍّ للحياةِ
فتنْسحِقُ الأرضُ وتُصهرُ في بُوطَةِ الجحيمِ وانعِكاسٌ للسَّرابِ في مِرْآةِ العذابِ .
تنْتصبُ الحرارةُ كسيفٍ مُسلْطٍ على رقبةِ الوُجود ، تخْترقُ الأجساد وتُذوِّب ظِلُّ الأحلام
بيْنما هيَ تتأرْجحُ على حبْلٍ منْسُوجٍ منْ أسئلةٍ لا جواب لها .
حبلُ أفْكارٍمُعلَّقٍ بيْن الأرض والسَّماء ، تتلوَّى بيْن جمرةِ الأشواقِ وزمهرِيرِ الأِفْلاس .
الهواءُ حوْلها ليْس إلَّا أفاعِيَ مسبُولةَ منْ سُمومِ الأحْقابِ ، تلتهِمُ أنْفاسها
قبْل أنْ تلِج صدْرها المخْنوق ، قلبُها كقطعةِ سحابٍ تعْصِفُ بها رِياحٌ مُتناقِضةٌ
شمالِيَّةٌ تجلدُها بسكِّين الفراقِ ، وجنُوبيَّةٌتلفحُها بجمرِ الذِّكرياتِ .
تَرى في مرْآةِ رُوحها وحْشيْنِ :
أحدهُما يبْكي على ضفَّة نهرٍ مُتجمِّدٍ ، والآخرُ يرقُص في صحراءٍ ساطِيةٍ
وكلاهُما يصْرخُ : "أنا مَنْ؟!"
كأنَّما رُوحها انْشطرتْ إلى نصْفين :
نصْفٌ يصْطلِي بلظى شمسٍ لا ترحم ، ونصفٌ يتجمَّدُ على ضفَّة نهرٍ صامتٍ .
أحاسيسُها كالسَّرابِ المُستحيل ، كُلَّما أسرعتْ نحوهُ تحوَّل إلى غُبارٍ
وكُلَّما أدْبرتْ عنهُ انْفجر بعُيونٍ منْ ماءٍ حارٍّ .
ترْتدي ثوْبًا منْ شظايا الوقْتِ ، كُلُّ شظِيَةٍ تخدشُها بسؤالٍ :
هلْ أحبَّتْ بكثافةِ البحرِ أمْ بخِفَّةِ السَّحاب ؟!
لا تدْرِي أنَّها تسقُطُ كالكواكبِ في فلكٍ لا يرحمُ الهويَّة .
صحْراء بارِدةً لا حرارة فيها لإشْعالِ الأحلامِ ، ولا ماء لإِرْواءِ الأسْئلة .

حرْفٌ يتأرْجحُ بيْن جمْرةِ الأشْواقِ وزمْهريرِ الفراق .
" نِثَارُ الْغَيْم "
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
11 أعضاء قالوا شكراً لـ زمرد على المشاركة المفيدة:
|
(02-26-2025), (03-15-2025), (05-04-2025), (02-24-2025), (02-27-2025), (02-25-2025), (06-10-2025), (02-24-2025), (03-23-2025), (04-30-2025), (02-28-2025) |
|