منتديات زاخر الغيم

منتديات زاخر الغيم (https://zalghaym.com/vb/index.php)
-   قسم القصص والروايات الحصرية لـ زاخر الغيم (https://zalghaym.com/vb/forumdisplay.php?f=99)
-   -   "العَائدَ مِنَ الموْت .."رسائِلُ الشَّفقْ؛/ مِحْرابٌ مُبتَّل.. (https://zalghaym.com/vb/showthread.php?t=129614)

زمرد 06-23-2025 01:22 PM

"العَائدَ مِنَ الموْت .."رسائِلُ الشَّفقْ؛/ مِحْرابٌ مُبتَّل..
 

https://img-fotki.yandex.ru/get/5303...4263d554_S.jpg
"ثمة أرواحٌ لا تموت حين تموت، بل حين تكفّ عن الأمل...
وثمة حزنٌ لا يُرى في العين، بل يبيت في العظم، كجمرة لا تنطفئ .
ظنّ أن الموت خلاص
فلمّا اقترب منه، أدرك أن الحياة رغم قسوتها
كانت أجمل مما تخيّل."

https://img-fotki.yandex.ru/get/5407...ac27c5bc_S.jpg
تآكلت أضلاعه من كثرة ما احتضنَ الهمَّ كطفلٍ يتيمٍ لا يكفُّ عن البكاء
يتغذّى على أنينه ويُلبِسهُ من صمته كساءً رماديًا لا يقيه حرّ السؤال ولا صقيع الوحدة .
إذا ضحك.. سقطت من فمه شظايا وجع؛ وإذا تنفّس.. خرجت من صدره رائحة شوقٍ محنّطة
كأنّ صدره تابوت حنينٍ مغسولٍ بماء السأم .

أرهقته الحياة كعجوزٍ كسيحٍ يمشي على عكّاز من قصب، يُساق بلا هوادة في سوق خيباته
يشتري الأمل بثمنٍ باهظ.. ويبيعه دومًا بثمنٍ أبخس من ندم .

كل مساء.. كان يجلس تحت نافذة السماء؛، يرفع رأسه نحو كواكب لا تعبأ
ويقول:
"يا موت، إن كُنت مارًّا بهذه الجهة، فخذني خفيفًا كما تأخذ الريح ورقة يابسة
لا صخب، لا دم، لا بُكاء."

وحين جاءت الليلةُ المُشتهاة…
ليلٌ بلا نجوم، الريح تنفخُ في شبابيك الذاكرة.. والسماء قد سقطت من أعينها دمعة برق .
وفجأةً، جلس الموت بجواره .
لم يكن ذا هيبة.. بل ذا سكونٍ مروّع؛، كظلٍ لا يعكس نورًا ولا ظلمة.

قال له الموت بصوتٍ كالصدى:
"جئتك وقد دعوتني . أتراك لا تزال راغبًا في الرحيل؟"
ارتجف.. لكنه قال بلهجة من تعوّد الخسارة:
"نعم، خذني.. فقد جفّت ينابيعي، وتيبّست في قلبي حتى الزهور الذابلة."
فمدّ الموت يده.. لم تكن يدًا بل كانت شيئًا يشبه الغياب…
وما إن لمس كتفه، حتى انسكبت في روحه مشاهد:
ضحكة ابنته الصغيرة وهي تركض نحوه، كوب الشاي الذي نسيه على النافذة ذات شتاء
رائحة أمه حين كانت تُقبّله، رسالة قديمة لم يفتحها، كتاب على رفّ لم يُقرأ بعد
عناقٍ مؤجل، و "أحبك" نُسيت في الحلق .

صرخ فجأة.. لا بكلمات، بل بارتجافة الروح:
"انتظر…
أريد أن أبقى قليلًا.. فقط قليلًا.. لعلني أُكمل قبلةً لم تكتمل، حلمًا لم يُروَ، أغنيةً لم تُغنَّ."

نظر الموت إليه بعينٍ لا تُبصر، لكنه قال:
"علمتُ أنكم لا ترغبون بي إلا حين تُغلقون النوافذ
وما إن تُفتح شقوق الضوء، حتى تفرّوا إلى الحياة كفراشات خائفة."
ثم مضى…

وبقي جالسًا…
لم يتبدّل شيء، لكن كلّ شيء تغيّر.
صار يُصغي لهديل الحمام كما لو أنه نشيدٌ مقدّس.. يتناول قهوته كأنها نبيذ الخلاص
يبتسم للمارّة كمن يعيد السلام إلى العالم .
ولما سأله أحدهم:
"أراك مختلفًا، ما بك؟"
أجاب:
"صافحتُ الموت ليلةً.. فأدركتُ أن الحياة وإن كانت ثقيلة
فإنها لا تزال تُجيد الرقص على حوافّ النهايات."

https://img-fotki.yandex.ru/get/5407...ac27c5bc_S.jpg
منذ أن مرّ الموت بجواره ولم يأخذه
وبعد أن صافحه ثم أفلت يده
صار لا يخاف الرحيل.. لكنّه أيضًا لم يعد يتمنّاه
كمن ذاق طرف الغياب
ثم عاد ليعانق الحياة، لا لأنها خفيفة
بل لأنها.. برغم ثقلها لا تزال قادرة على أن تُدهش."
يهمس كل صباح:
طالما أنفاسي لم تخُنّي.. فثمة ما يستحقّ البقاء."


" نِثَارُ الْغَيْم "
https://img-fotki.yandex.ru/get/5303...4263d554_S.jpg


زمرد 06-23-2025 01:23 PM

"منذ تلك الليلة..، لم يعُد يطلب النهاية
صار يطلب بدايةً لا تُوجعه."

شذى♛ 06-23-2025 02:04 PM

سليلة النور/ أنتِ نكتار جمال ننهل منه
تتمردين على بحور اللغة
وتعزفين على مسرح الادب
تحليق جميل في عنان سماء
اللغة وبهاء الصورة شيق ورائع

في النص انسيابية عالية جدأ
رغم الحيرة الا أن التكثيف كان واضحا جليا
في الانتقال من محور إلى آخر
اللوحة التي اكتملت أركان جمالها
مجازاً وتعبيراً وفكرةً و لغةً
إنها اللوحة التي حملت في
أيقوناتها ملامح التضاد
و عنفوان التحدي بين الأنا والضمير
تصوير رائع أحييكِ
وهذا التجلي الوارف بالإبداع
سلم القلم والبنان

""
توشم بختم التميز
وترفع للنور وتمنح مكافاة الادارة
""
لك كل التقدير والاحترام
:rose::rose:

بنيار 06-23-2025 03:15 PM

قصة سحرتنا بروعتها
سَلِمتْ الأيَادي ودَام عطَائَكـ
بإنتظار جَديَدكـ المَمَيز
أكاَليِل الشُكرْ والتقدير
أَنثرُهاَ عَلَىْ عَتباَتْ مُتصَفحكـْ
كل َالودَ واجمل

شذى♛ 06-23-2025 03:46 PM

تمت الاضافة :rose:

باربي 06-23-2025 04:01 PM

يعطِـــيكْ العَآفيَـــةْ
عَلَـــىْ روْعـــَــةْ الحكاية
بإآنْتظَـــآرْ الَمزيِــدْ منْ إبدَآعِكْ
لــكْ كثَيفَ وَد وبَتلةَة ياسَميَن

صمتي الم 06-24-2025 07:48 AM

كم آنتِم دآئمين ..
بجمال عذوبة احساسكِم
واختيااااااااركم وذوووقكم
آتووق دومآ لِ مصآفحكم و جديدكم العطر
دمتِم بِ أحسن حال

توليب 06-24-2025 11:58 AM

سرد ممتع وحروف ادبية عمقيه
وحكاية عبرت الى قلوبنا
الاديبة زمرد
تتألقي دائمًا بأناقة طرحك وروعة ابهارك لنا
عطائك كالورد الجوري،
يبعث في النفس سكينة وسرورًا.
شكرا على هذا الطرح الجميل
مودتي لك

جنون 06-24-2025 03:32 PM

فيضَ مَنَ الجَمــالْ الَذي سكبتهْ
تِلَكَ الَـأنــاملْ الَاَلمَــاَسيَةَ ..!
طًرّحٌ مٌخملَي ..,
كُلْ شَئَ مختلفْ هُنــا
يعطَيكـًم العآفية ..ولـآحرَمنآ منَكـًم
بإنتظَآرَجَديِدكًـم بشغفَ

زمرد 06-24-2025 07:13 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شذىâ™› (المشاركة 3371725)
سليلة النور/ أنتِ نكتار جمال ننهل منه
تتمردين على بحور اللغة
وتعزفين على مسرح الادب
تحليق جميل في عنان سماء
اللغة وبهاء الصورة شيق ورائع

في النص انسيابية عالية جدأ
رغم الحيرة الا أن التكثيف كان واضحا جليا
في الانتقال من محور إلى آخر
اللوحة التي اكتملت أركان جمالها
مجازاً وتعبيراً وفكرةً و لغةً
إنها اللوحة التي حملت في
أيقوناتها ملامح التضاد
و عنفوان التحدي بين الأنا والضمير
تصوير رائع أحييكِ
وهذا التجلي الوارف بالإبداع
سلم القلم والبنان

""
توشم بختم التميز
وترفع للنور وتمنح مكافاة الادارة
""
لك كل التقدير والاحترام
:rose::rose:



شذى الحرف وروحه..
مروركِ لم يكن قراءةً عابرة.. بل طقسًا من الإصغاء العميق
فقد احتفى النص بكِ
كما تحتفي الوردة بظلّ نسمةٍ تعرف متى تمرّ وأين تلامس .
في حروفكِ شيء من نُبل الذائقة ورهافة الإحساس
وفي تأويلكِ اتساعٌ لا تدركه اللغة وحدها
بل تدركه الأرواح التي كتبت قبل أن تمسك القلم .

أحييكِ على هذا العبور الواعي والمترف بالجمال
وعلى هذا النور الذي نثرتِه على ضفاف المعنى
لكِ امتناني الذي لا يُختصر.. ولكِ من القلب وردٌ كثير
وسلامٌ يليق بكِ يا سليلة الرقيّ ..
" نِثَارُ الْغَيْم "


الساعة الآن 07:29 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
دعم وتطوير نواف كلك غلا