منتديات زاخر الغيم - عبر تقنيات الواقع الافتراضي.. الحجاج في رحلة إلى المشاعر المقدسة

قام باحثون من جامعة أم القرى بصناعة محتوى يحاكي زيارة الأماكن المقدسة، إذ تتيح التقنية للحاج التفاعل روحانيًا من مقره باستخدام نظارات الواقع الافتراضي، كما حصر الفريق نحو 135 موقعا تاريخيا في المدينتين المقدستين بالسعودية.

الدراسة كانت في عام 2022 واستغرقت الفكرة ثلاث سنوات حتى اكتمل العمل وذلك بعد أن قام الفريق بدراسة وجدنا أن التحديات التي يواجهها ضيوف الرحمن أثناء تأدية مناسك الحج، هي ارتفاع درجات الحرارة خلال السنوات الماضية.

هذا وفق ما أكدته قائدة المشروع "فادية كعكي" لـ"العربية.نت" التي قالت: فكرنا في خدمة الحجاج بطريقة مريحة، وقررنا تقديم تجربة مميزة وفريدة لضيف الرحمن، فكانت فكرة النظارة الافتراضية حلًا مثاليًا لإشباع الرغبات الروحانية للحجاج في أماكن إقامتهم.

المبادرة البحثية انطلقت بعد رصد الفريق للتحديات وخاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، في زيارة بعض المواقع الدينية بسبب الزحام ودرجات الحرارة المرتفعة، وسرعان ما تحولت هذه الفكرة إلى منتج تقني يحمل بُعدًا إنسانيًا وروحانيًا، تمثّل في استخدام تقنيات الواقع الانغماسي لتقديم تجربة غامرة للحجاج داخل أماكن إقامتهم.

وتؤكد كعكي: "نجحنا في تحويل الدراسة البحثية إلى منتج حقيقي سمي بـ "مهوى الأفئدة، ثم إلى مبادرة انطلقت منها شركة ناشئة سعودية"، مشيرةً إلى أن المبادرة غطت 60 موقعا تم رصدها في مكة المكرمة و75 موقعا في المدينة المنورة.
وأوضحت كعكي: "استند المشروع إلى دراسات ميدانية بيّنت أن عددًا كبيرًا من الحجاج لا يتمكن من زيارة مواقع مثل جبل النور وغار حراء بسبب الإجهاد أو محدودية الوقت أو كلفة التنقل، إضافة إلى ضياع البعض أو صعوبة الوصول في ظل الازدحام الشديد".

أُطلقت التجربة فعليًا في موسم الحج الماضي وسجّلت تفاعلًا مؤثرًا من الزوار، حيث عبر كثير منهم عن ارتياحهم النفسي وتأثرهم العاطفي، ووصل عدد المشاهدات إلى نحو 60 ألف مشاهدة في داخل وخارج المملكة من مختلف الفئات العمرية، بما في ذلك غير المسلمين حيث تم عرضها في معرض جسور المقام في المملكة المغربية.

وتشير كعكي إلى الأثر الإنساني والروحاني للتجربة، قائلة: "في يوم عرفة من موسم الحج الماضي تحديدًا، شاهدنا تفاعلًا عاطفيًا كبيرًا من الحجاج، بعضهم بدأ بالبكاء والدعاء والتلبية بمجرد استخدام النظارات الافتراضية، إذ عاشوا تجربة روحية عميقة رغم عدم قدرتهم على مغادرة المخيمات".