سَلامًا لِمنْ يرِى الجمَال فِي كُلِ شيءٍ حتَّى لَو كَان بسِيطًا
فمِنْ منطِقِ الإِرتِواء أنْ يأتِي الحصاد سنابِل
مُثقلةٍ أو كومْضةٍ تختزِلُ كُلَّ الألق على أدِيمٍ أخْضرٍ لا جمَال بعده
لِتسْتفِيق الرُّوح مُذعِنةٍ تنْعمُ بفردوسٍ
مُمتدٍ لا شبِيه لهُ ولا أشْباه تُعانِقُ زُرقةِ سماءٍ نُورانِيةٍ
تُلْقِي بِظِلالِها علَى غمامِ الصَّدرِ فيهْطِل البهاء بارِدَ القَطْرِ ندِيٌّ
مِنْ مبسِمِ زهْرةٍ عَتْقت العِطْر لِيلِيق بِقطْف
الأنامِل وفِاء ساحِرٌ لونُه لازورْدٍ ناعِم
عِطرُه يعْلُو ويمْتد يلِف أرواحِنا نهِيمُ بِهِ كُلما
فَاح نِسْناسُ شذاه وعلَى مِيناءِ صرْحِنا
نرسُوا نرى بواكِير التَّميُّز دانِيةِ القِطاف
وقنادِيل النُّور تنَّدس الحكَايا
عبَق شذَراتٍ هِي بِدايةِ تارِيخ مِيلادِ الإِبْداع
حيْثُ أنْ أنامِلكُم ترسِمُ الضِّياء
تُسطِّر تبَاشِير فرحٍ تُعانِقُ السَّماء .

اِخْترنَا لكُم قُطوفًا أشْبهَ بِقصبِ السُّكر
مِنْ لذةِ مذاقِها سجدتْ الحَواس لِفرطِ حُسنها
دُريةٍ عاث بِنا سِحر بدِيعها نحْتضِن ضوعِها فخْرًا
فلم تكْتُب أقْلامُنا وإِنما أفْئِدتِنا وأحْلامِنا
لِيكُون سِحر الشُّعور هُو السُّؤال وهُو الإِجابةِ وهُو المُحرض
صفَحاتِ عطاءٍ بيْضاء تتموْسقْ تفُوحُ بِعطْرِ اليَاسمِين
تتلقَّفها أرْكانِ زاخِرُ الغيْمِ لِتتفتْق بِالودقِ
أُنْشودةٍ علَى ثغْرِ السَّماء ..

وكمَا عودْناكُم نُحلِق معًا فِي مَرافِئُ النُّورِ نسْتهِلُ بِالجَمال
علَّها تُزبْرِجُ الأفْياءَ بِحفْنةِ الضُّوءِ التَّلِيد ولوْنَ الرَّبِيع
ومَا وضعْناهُ لكُم بيْن يديَّ هذِه المجلةِ الزَّاهِرةِ الزَّاخِرة
جعَلنا لكُم فِها مُتْكًا
مُتمنِين لكُم قِراءة مُمتِعةً ووقْتًا جمِيلًا بِرفْقةِ قُطُوفِها .
بقلم اخوكم زاخر الغيم