اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر صالح عبده الآنسي
(المشاركة 14551)
القديرة الاستاذة:
زمرد
لقد طرحت موضوعا ذا شجون لدينا نحن الكتاب والأدباء
المغمورون، الذين لم تساعدهم الحياة وأسبابها والإمكانات
المادية والجهوية على بلوغ أعلى مراتب النجاح والانتشار والإنجاز
وخصوصا أن الكثير منا حيال مثل هذه الظروف يقف قانعا بما هو عليه
مسلما أمره لله ولمشيئته.
نحن نكتب الشعر والمقال مثلا لكي نحقق ذواتنا
لنمتع أنفسنا أولا، لنبوح لمجرد البوح، لنلقي من على كواهلنا
بعض الهموم، ولنسري عن مشاعرنا.
لا لكي ننل حظوة ولا شهرة ولا لكي نمتدح ويثنى علينا
ومع هذه النية ورغمها نجد أن حروفنا هي الأكثر انتشارا
والأكثر أعجابا ورضى وقبولا من المتلقين، خصوصا من العامة.
والسر يكمن في اننا كنا نكتب من أجل أنفسنا أولًا
قبل أن نكتب من أجل الناس، مع اننا كلنا ذوو رسالة
سامية، وكل منا يسهم في أدائها بطريقته.
أصبحت النجومية صناعة موجهة مدروسة، ولها قيمها المعاصرة
ومؤثراتها وعواملها التي لم تكن متطلبة من قبل
حيث يسهم في صناعتها ضربات الحظ لدى الكثير
والأخذ باليد والمساعدة، وتتحكم فيها الشلاليات والعصبيات
القروية والقبيلة والقومية والأقليمية، والمال والجاه والسلطة
وكثير من نجوم ومشاهير هذا العصر كانوا وما زالوا خواء فارغا
من أي مؤهل يؤهلهم لبلوغ النجومية، ولكن بقدرة قدير بلوغها
لأن هناك أياد امتدت لهم بالمساعدة، ونيات مدروسة صنعت منهم نجوما
ونحن في عصر اختلط فيه الحابل بالنابل، وصارت قيم ومعايير الشهرة والنجومية
فيه لا تعتمد على سلم مقياس يقاس عليه من يستحقها
إذ صارت النجومية ترتبط بالتفاهات أكثر
وتتمحور في مجالات الترفيه وبدعواه
فكثير من المحتوى العربي المقدم للمتلقي
في الغناء بالذات وفي الأدب شعرا ونثرا ورواية
تافه، ولا يرقى أن يكون متسايرا مع الضوابط الدينية والعرفية
وقيم ومبادىْ المجتمعات، ولا يتقيد بضوابط
علم العروض والقافية وعلمي البديع والبيان
ولا بالنحو والصرف ولا بالإعراب، ولا بسلامة التركيب
ولا حتى بمعايير مدارس الحداثة نفسها أسلوبيا
فالأغلب في خبط عشواء وغثائية تزكم الأنوف
مما أدى لانحراف كبير في الذائقة الجمعية العربية.
وقد ذكرني مقالك هذا بنص عمودي لي، انتقدت فيه
بعض الأدباء، وظاهرة الإسفاف الكبير في مقاصد الأدب
وغاياته، وانحرافهم به عن نهج رسالته، من طلاب الشهرة
الجوفاء والبريق الزائف، وليس لديهم أي مقوم يخولهم لذلك؛ فقلت:
يا معشرَ الأُدبـاءِ لي مِنكُمْ أَرَبْ
مَن مِنكُمُ يُدعَى هُنا قاضي الأدَبْ؟!
يفتي ويقضي بالصَّوابِ على الذي
يجري بهِ التأصيلُ مِن عِلمِ العَرَبْ؟!
أو جاءَ في المشهورِ من أقوالِهم
أو وَافقَ المألوفَ مِن عُرفِ النُّخَبْ؟!
ما القولُ في أدبٍ إذا لَـمْ يبتغِ
بهِ كاتِبٌ صونَ المبادئِ لا الخَرَبْ؟!
ما الحُكمُ في شِعرٍ إذا لَمْ يقتفِ
بهِ شاعِرٌ نهجَ البـلاغةِ لا الخَبَبْ؟!
أنا مُذ دخلتُ الفيسَ أزهدني الذي
لاقيـتُ فيهِ من الإسـاءةِ للأدَبْ!
ما بيـنَ مُتَّخِذٍ لشعـرِهِ سُلَّمَاً
يرقى عليهِ إلى المطامِعِ والرُّغَبْ!
أو بينَ معنىً خلَّ تركيبٌ لَهُ
في حرفِ مُدَّعِيٍ إليهِ قدِ انتسَبْ!
صالح عبده الآنسي
|
حضور كالنبع المتدفق لا ينضب
ثري بالفائدة وعميق
وما ألذة حين يكون منك
سعادة غمرتني بما جاد به فكرك
ونور عبورك ينبثق بين الحروف
يشرق في أطياف الصفحة
وينثر عبق الجوري والياسمين
ولوجودك أنثر عبق الرياحين
عذب التحايا لطيب حضورك المبهر
مدادُ شُكرٍ وورد ..
" نِثَارُ الْغَيْم "
|